لا أحد يتصور الحالة النفسية التي يعانيها الاطباء والمرضي في ظل انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد القاتل المنتشر في جميع انحاء العالم ، والاطباء والممرضون هم من يطلق عليهم جيش مصر الابيض نظرا لما يمثلونه من كونهم خط الدفاع الاول لانتشار الفيروس بين افراد الشعب وهم السبب في انقاذ المئات والالاف من المرضي من الموت وهم الذين يصلون الي مستشفيات العزل التي خصصتها الحكومة للمواطنين المقيمين او العالقين والقادمين من الخارج الي داخل الوطن ، ومن ثم يقع علي الاطباء الضغوط العملية والمهنية اكثر من اي مهنة او عمل اخر ، خاصة أن اي عمل له وقت وينتهي في ظل ازمة انتشار الفيروس القاتل كوفيدا ١٩ وازدياد الحالات المصابة وحالات الوفاة حتي وصلت الي ٣٠٠ الف حالة و٤ ملايين مصاب مع توقعات بوجود موجة ثانية الفيروس القاتل.ولكن المهنة او الدور الذي ربما لا تنتهي علي الإطلاق هو دور الطبيب المعالج لانه يحمل روحه علي كفيه ويدخل الي معقل المرض والفيروسات المصاب بها المرضي وكثير من الاطباء والمرضي اصيبوا بالعدوي من حاملي الفيروس كورونا ومنهم من مات بسبب العدوي ورغم ذلك يستمرون في العمل طوال الـ٢٤ ساعة يوميا بلا كلل او تعب في سبيل انقاذ حياة المرضي ورغم أن هذا من صميم عملهم وان عقيدتهم الايمانية في هذا تتفق مع الاية الكريمة : " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وثوابهم من هذا المنطلق لا يعد ولا يحصى ..ويبدأ الطبيب عمله بتوديع اهل بيته للذهاب الي مستشفيات العزل وهو لا يدري هل يعود سليما معافي دون أن يصيبه الفيروس عن طريق العدوي ام أن الاجراءات الاحترازية والتعقيم والكمامة ستحول دون اصابته ! وهل طبيعي أن يسمع استغاثات اطفاله واهل بيته ورغم ذلك يصمم علي النزول الي العمل والخطر ، عندما يودعونه صباح كل يوم قبيل ذهابه الي العمل ويتمنون أن يعود بخير مجددا الي بيته دون أن يصيبه الفيروس القاتل !ويتساءل مع نفسه :هل سيحمل الفيروس لاهل بيته بعد يوم شاق وسط العشرات بل المئات من الحالات الايجابية المصابة بعد التحليل وتمت متابعتها في مستشفى العزل ! وهل تمت اصابته فعلا ولكن اعراض المرض للفيروس لم تظهر عليه حتي الان وهو لم يعلم بها بأي حال من الأحوال! واحيانا يضطر الطبيب الي الاقامة اكثر من اسبوع في المستشفى لمتابعة حالات الاصابة بالفيروس القاتل اللعين !الامر الاخر وهو عدم تحمل بعض او معظم المواطنين المسئولية في حماية انفسهم من المرض باتباع التعليمات والاجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة مما يؤدي الي ازدياد الحالات المصابة وبالتالي زيادة الضغط علي الاطباء ومن ثم كان الحظر لساعات طويلة هو طوق النجاة للمجتمع والاطباء للحد من زيادة الحالات المصابة ومن ثم يتمني الاطباء أن يتم فرض حظر كلي طوال اليوم علي المواطنين حتي ايام العيد المقبلة للسيطرة الكلية علي الفيروس والاعداد المصابة بشكل كبير في البلاد من اجل القضاء عليه إن شاء الله في اقرب وقت وعودة الحياة مجددا للعمل والانتقالات والتعايش الطبيعي مرة اخري !ربما كل هذه العوامل والتساؤلات تقود الاطباء والمرضي المعالجين الي ضرورة التحليل النفسي لهم ولشخصيتهم للتعرف علي مدي قدراتهم علي التحمل العمل تحت ضغوط نفسية لا يتحملها بشر وهو خشية العدوي من فيروس خطير ليس له علاج او مصل حتي الان ! والأمر الآخر هو التجارب التي يجريها الاطباء والمتخصصون وهي ما تسمي بالتجارب السريرية التي تجري باستمرار من خلالهم للوصول الي العقار أو المصل المطلوب للعلاج بشكل يقضي علي هذا الوباء وهذا يتطلب منهم التواجد في المستشفيات والمعامل لمدة ساعات طويلة وربما ايام وأسابيع دون أن يعودوا الي منازلهم !والتحليل النفسي للطبيب في ظل أزمة خطيرة ووباء عالمي يعاني منه العالم كله ضرورة لا يستهان بها، للتقليل من توتره النفسي الذي ربما ينتابه بين الحين والاخر، فهو أولا وأخيرا بشر وانسان لديه مخاوفه وحياته وأسرته !ومن اجل تخفيف الاحمال الملقاة علي عاتقه لأن العالم كله ينتظر من علمه وانتاجه أن يخرج لهم مصل او دواء لكورونا او غيره من الفيروسات مما يساعد الجميع علي التخلص من الرعب الذي يطارد المواطنين في مختلف بلاد العالم وهم ينظرون الي احبابهم واقرانهم واخوتهم واصدقائهم يموتون امامهم بسبب كورونا ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لهم!! علي كل حال فانه من واقع المسئولية الاجتماعية و الانسانية التي يقوم الطبيب بها لابد أن نرفع القبعة للاطباء والممرضين في كل مكان وتحية من القلب لهم وضرورة تقديم كل سبل الدعم لهم سواء دعما معنويا او ماديا او لوجستيا حتي ننجو جميعا من خطر كورونا المستجد القاتل كوفيدا ١٩ والذي أدعو الله عز وجل ونحن قد اقتربنا من ليلة القدر في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك أن يرفع عنا البلاء انه عز وجل علي كل شيء قدير.
مشاركة :