رمضان والدراما.. متلازمة الفرح والخوف - فاضل العماني

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن ذاكرتنا المجتمعية، تعشق ممارسة النسيان وعدم الحفظ وندرة التوثيق، لدرجة أنها لا تحتفظ إلا بآخر المستجدات والأحداث والمواقف والذكريات والصور. مع إطلالة رمضان في كل عام، تعلو الأصوات بمختلف النبرات والمستويات، والتي تنتقد بل وتهاجم في كثير من الأحيان كل ما يُقدم من أعمال فنية ودرامية وترفيهية في شهر رمضان المبارك، بحجة أنها تُفسد روحانية وقدسية ورمزية شهر رمضان الفضيل! ولكن، ماذا لو عدنا للوراء لعدة عقود، ومنذ أن بدأ البث التلفزيوني والإذاعي قبل عاماً، ألم يكن تلفزيوننا يغص بالبرامج والفقرات والمسابقات والمسلسلات الرمضانية التي تُضفي على هذا الشهر الكريم بهجة ومتعة ودهشة، تتناسب مع أجوائه الروحانية الجميلة وقيمته الإنسانية الرائعة؟ وهل نسينا تلك الوجوه الإعلامية والفنية التي كانت تطل علينا بكل فرح وشوق ولهفة، لتقدم لنا أجمل الأعمال والبرامج الرمضانية التي أصبحت من كلاسيكيات الزمن الجميل؟ وحتى نقترب كثيراً من ذلك الزمن الاستثنائي الذي أضاف لشهر رمضان الكريم أبعاداً ومضامين مختلفة ومتنوعة، سأحاول أن أقوم برصد سريع لبعض البرامج والفقرات والمسلسلات الرمضانية التي كانت تُقدم في التلفزيون السعودي، سواء بالأبيض والأسود أو بالألوان. تلك الأعمال الرمضانية المتنوعة، كانت تحظى بحب ومتابعة وشغف الأسرة السعودية، بمختلف الأعمار والثقافات والمستويات. فهناك مثلاً، البرامج الفنية والترفيهية والمسابقات التي ارتبطت بشهر رمضان، مثل برنامج حروف الذي كان يُقدمه الإعلامي الكبير ماجد الشبل وفوازير مشقاص وفوازير رمضان للكبار وفوازير رمضان للصغار وسباق المشاهدين وبرنامج ليلة في رمضان. وهناك البرامج الدينية والعلمية، كالبرنامج الشهير "على مائدة الإفطار" الذي يقدمه الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله لسنوات عديدة، ومسابقة القرآن الكريم، وتفسير القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي، وبرنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود. أما المسلسلات الرمضانية، سواء المحلية أو العربية، فقد كانت الوجبة الفنية الدسمة التي كان ينتظرها المشاهد السعودي، بل كانت حديث المجالس واللقاءات التي تجمع الأهل والأصحاب. ومن هذه المسلسلات، قناديل رمضان وألحان ضاحكة والرحى المر وحبابة ومسلسل علاء الدين والمصباح السحري والمسلسل الأمريكي الذي يُعرض في القناة الثانية "Full House" وهو عدة أجزاء ويُتابعه الكبار والصغار لأنه مسلسل عائلي في قالب كوميدي. وكذلك الصغار، فقد كان لهم نصيب وافر من الحزمة الفنية والدرامية الرمضانية، حيث كانوا ينتظرون بفارغ الصبر برامجهم ومسابقاتهم ومسلسلاتهم الكرتونية مثل برنامج الحصن ومسابقة أرقام وجوائز والمسلسل الكرتوني الصياد الصغير وروبن هود والسندباد وافتح يا سمسم، ومسلسل بابا فرحان الذي يعشقه الصغار. تلك جولة سريعة وبسيطة، حول رمضان الأمس بكل عبقه وألقه وسحره، في زمن الفن الجميل والدراما الهادفة والبرامج المفيدة. كانت القنوات التلفزيونية السعودية والعربية، رغم قلتها تُعتبر مائدة متنوعة، فيها ما لذ وطاب من الأعمال الفنية والدرامية والترفيهية التي تُسعد وتُبهج وتفيد المشاهد السعودي. ولكن، ماذا عن البرامج الفنية والدرامية الرمضانية الآن؟ مقال الأحد القادم، سيكون بمثابة محاولة جادة للإجابة عن هذا السؤال الشائك..

مشاركة :