لم يكن ينقص الشعب الإيراني المزيد من المآسي التي يصنعها نظامهم الإرهابي لهم من تفشي وباء كورونا ودمار اقتصادي حتى أتى قصف سفينة حربية «بنيران صديقة» كما تُسمى عسكرياً لتقتل أكثر من 30 جندياً إيرانياً بخلاف الإصابات مما يظهر بما لا يدعو مجالاً للشك أنها دولة مرتبكة ومتخبطة فاشلة تنظيمياً ولا تجيد إلا قيادة التنظيمات الإرهابية، يعاني شعب إيران من أزمة صحية واقتصادية مدمرة، حيث ارتفع عدد حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس «كورونا» في البلاد بشكل مخيف بين إصابات ووفيات. ويدلنا ذلك على أن تداعيات الحصار والعقوبات وكذلك حالة المعوقات التي تواجهها كبيرة نظراً إلى كون الإحصاءات صادرة عن جهات رسمية مثل وزارة الصحة الإيرانية ووزارة الداخلية ويعد اعترافاً صارخاً بالعجز وهو مما يستعصي فهمه على أساس الصورة المفجعة لأعداد وفيات كورونا ومن المؤكد أن الأمر بتلك الظلمة الداكنة المتصورة مع حالة الاضطهاد ولعنة النظام الحاكم الذي يتعاظم تخبطه على نحو مطرد. لقد بلغ مرحلة السقوط في فخ الضياع والضعف قدراً كبيراً، وظهرت حقيقة هذا النظام وسوء إدارته لجيشه والتقنيات التي صدحوا بها طويلاً في كل المحافل، لا يمكن أن يكونوا إلا خائبي الأمل بعد أن فقدوا دورهم بالمنطقة وفي كل مكان، ومن المحتم أن ما يديم تغذية العلة لوقت طويل وتعزيز حدة الصراع في المنطقة كونهم عصابة وليست دولة منظمة. إن ما ذكرنا أعلاه، كما هو معروف عن التدخلات الإيرانية في الدول العربية التي تمارس فيها انتهاكات لا حدود لها فمن خلال الأحداث الأخيرة تقوم روسيا بدور كبير في سوريا وتعمل على تسريع خروج إيران من هناك لأنها تعرف أن وجود طهران وحزب الله يشكِّل عقبة في الاستثمارات الخارجية لجهود إعادة الإعمار بسبب العقوبات المفروضة عليهم. وكل ما يقع على أرض سوريا يسير على نحو مناقض لا يبتغي من ورائه غير السيطرة على مقدرات البلاد بمباركة حكومة الأسد حليف طهران وثمة منطق محدد في هذا الأمر بأن تركيا وروسيا وإيران لديها رغبة موغلة في زعزعة البلاد وعدم استقرارها وهذا ما يحجبه الكثير ويعبر عنه بطريقة متعاكسة. وكل هذا لا يحصل في حالات الحرب فقط، فحتى وقائع الثورات المعروفة لم تكن سوى مؤامرات سرعان ما تنكشف، ونتساءل ما الذي يجري في إيران لتحرق نفسها؟ وترتفع حدة كل شيء بشكل كبير من تاريخ تفجير الطائرة الأوكرانية إلى المناورة الفاشلة وتخلفهم التقني وحقيقة جيش لا يجيد سوى الاستعراض أمام الكاميرات، وكل المؤشرات تدل على وضع في غاية التدهور. يشاهد العالم مزيداً من فصول احتراق إيران على يد نظامها لتكون شهادة ضد هذه الطقمة الفاسدة من شذاذ الآفاق والذين اختطفوا شعبهم باسم الدين ونهبوا مستقبله وحاضره وماضيه، ويتفنن هؤلاء في قتل أبناء بلادهم في كافة ساحات الصراع التي يعبثون بها ويغذون الفتنة الطائفية فيها ولم يكن صبر القوى العظمى عليهم إلا لأنهم ينفذون مصالحهم بنشر الفوضى في عالمنا العربي، والتي باتت مفضوحة وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء يساعده في ذلك حليفين لا يقلان سوءاً عنهم ألا وهو نظام أردوغان وحمد بن خليفة.
مشاركة :