نجح الفنان المصري أحمد العوضي في لفت الأنظار إليه في الدراما التلفزيونية، وخطا خطوات ثابتة نحو النجومية خلال فترة وجيزة، حيث ظهر في رمضان الماضي في مسلسل “كلبش 3”، وألحقه هذا العام بدور أكبر في مسلسل “الاختيار”، الذي يجسّد فيه شخصية الإرهابي هشام عشماوي الذي انشق عن الجيش المصري وانضم إلى تنظيم “أنصار بيت المقدس”، وهو الدور الذي جلب للعوضي ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والنقاد. يخلّد مسلسل “الاختيار” المعروض في رمضان الحالي على أكثر من فضائية عربية سيرة الضابط المصري أحمد منسي، الذي يقوم بدوره الفنان أمير كرارة، قائد كتيبة الصاعقة في سيناء، وقد استشهد مع عناصر فرقته أثناء صدّ هجوم إرهابي، ويحكي أيضا قصة قاتله وزميله السابق في الجيش هشام عشماوي، الذي قام بدوره أحمد العوضي، وهو العقل المدبر للكثير من العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر قبل وبعد هروبه إلى ليبيا، إلى أن تم إلقاء القبض عليه، وإعدامه منذ حوالي شهرين بعد محاكمته قضائيا. قال أحمد العوضي في حواره مع “العرب”، إنه فوجئ بردود الأفعال التي تنوّعت بين توجيه التهاني على قوة الدور، وبين الحنق الشديد على الإرهابي الخائن، إلى درجة تلقيه العديد من التعليقات التي كانت تهدّده وتتوعّده على جرائمه وقتله للأبرياء وكأنه هو الذي ارتكبها، وأن الأمر أسعده بقدر ما أزعجه، وهو ما يُبرهن على تمكنه من الدور وتأديته بشكل جيد، ونجح في أن يترك أثرا لدى الجمهور قبل انتهاء حلقات المسلسل. وأضاف الفنان المصري الشاب، أنه وظّف مواقع التواصل الاجتماعي في التخفيف من وطأة التهديدات التي تلقاها بعد أن عمد إلى إعادة نشر التدوينات التي حملت في بعضها تهديدا وفي بعضها الآخر سخرية، للتأكيد على أن ما يقدّمه لا يعدو أن يكون إلا في إطار التمثيل، ثم أورد بعدها تعليقات كوميدية على نظرات عشماوي الحادة وطريقة غضبه، وجملا كثيرة ردّدها في المسلسل. وأوضح أن الجمهور متعطّش لهذه النوعية من الأعمال الوطنية التي ترصد وقائع لم يعلم المصريون بالكثير من تفاصيلها، وتكشف عن مدى إيذاء الإرهاب للناس، وتبني أنصاره لمفاهيم خاطئة تسبّبت في استشهاد عدد كبير من الضباط والجنود، وبالتالي إعادة تشكيل وعي المجتمع برؤية حقيقية عمّا يجري في هذا المجال. وأشار العوضي إلى أن اختياره من كوادر الجهة المنتجة (سينرجي) والمخرج بيتر ميمي والفنان أمير كرارة هو أكبر دليل على ثقتهم فيه، وأن تجسيده لهذه الشخصية المعقدة وضع على عاتقه مسؤولية كبيرة، وأن مسلسل “الاختيار” نفسه عمل وطني تتعلّم منه الأجيال القادمة وتعرف من خلاله تاريخ وبطولات وأمجاد الجيش المصري، وكيفية تصديه للأعمال الإرهابية، بما يجعل العمل أحد العلامات المهمة في تاريخ الدراما. ضابط وإرهابي أكّد أحمد العوضي في حديثه أنه لم يتردّد في قبول تجسيد شخصية الإرهابي هشام عشماوي، ويعتبره دور العمر بالنسبة إليه لأنه تقمّص شخصية كانت ملء السمع والبصر طيلة السنوات الماضية نتيجة تورّط صاحبها في عمليات إرهابية عديدة عايشها المواطنون. ولفت إلى أنه استغرق وقتا طويلا في التحضير للشخصية المركّبة عبر تدريبات اللياقة البدنية التي يمارسها في حياته اليومية، إلى جانب تدرّبه على يد ضباط في سلاح الصاعقة لمدة شهر ونصف الشهر داخل ثكنة عسكرية، لمعرفة جميع تفاصيل الحياة العسكرية لعشماوي، وشاهد فيديوهات وتسجيلات للإرهابي، وجلس مع بعض الضباط في دفعته كي يصل إلى طريقة تفكيره، بما يؤدّي إلى تقديم الدور بطريقة طبيعية تجعل المشاهد يقترب من معرفة صورته الحقيقية. وحسب رأي العوضي فإن صعوبة دور عشماوي تكمن في الانتقال النفسي من شخصية ضابط منضبط في حياته يسير في أقصى اليمين، إلى شخص إرهابي تكفيري دموي وتنقلب حياته ليسير في أقصى اليسار، ما تطلب تدريبات نفسية عديدة لإقناع المشاهد بدوافع التحوّلات، وأنها حصلت بالفعل من شخصية حقيقية. لكن دون تقليده، حيث تعايش مع الدور كي يصدق الجمهور أنه هو الإرهابي هشام عشماوي بالفعل وليس الممثل أحمد العوضي. وكشف أن العمل ركّز على التنشئة الاجتماعية الخاطئة لهذا الإرهابي منذ طفولته، وكيف أثّرت عليه سلبا وكوّنت مخزونا غير سوي بداخله وجعلته مهزوزا ليسير في طريق التطرّف، ما دفعه إلى التضحية بحياته العسكرية وعائلته وزوجته وأولاده، كي يتمكّن من تحقيق أهداف أخرى تمثلت في حب القيادة والسيطرة داخل أحد التنظيمات الإرهابية. ومع أن هناك انتقادات طالت بعض العبارات المستخدمة في السيناريو والحوار والتي قد تجعل من الجمهور متعاطفا مع الإرهابي، غير أن العوضي أشار إلى أن “التخبط في حياة عشماوي لن يجعل المشاهد يتعاطف معه، فلا يجوز أن نقتل ثم نرجع السبب إلى التربية غير السليمة، فقد كان على باطل حتى تم إلقاء القبض عليه، كما أن العمل لم يسلّط الضوء بشكل أساسي على حياته الشخصية بقدر ما ركّز على حالة التخبّط التي كانت في حياته منذ الصغر”. مشاعر متضاربة أكّد أحمد العوضي أن المسلسل يحتوى على العديد من المشاهد القوية، من أصعبها مشهد إعدام عشماوي مثلما حدث في الحقيقة بعدما سلّمه الجيش الوطني الليبي إلى مصر، وأنه سعى إلى تقديمه بأداء مختلف وقوي تطلب إظهار المشاعر المتضاربة، وصعوبته في أهمية إيصال إحساس الإرهابي المتخبّط في حياته إلى الجمهور، والتعبير عن الكثير من الأسئلة التي دارت في ذهنه وقت تنفيذ حكم الإعدام عليه. وأشار الفنان الشاب إلى أن تصوير مسلسل “الاختيار” جرى في ظروف صعبة بمناطق نائية في الصحراء، تحمّلها كامل فريق العمل أملا في الخروج بعمل مشرّف، بعد أن أجبرت الأوضاع الصحية لكورونا القائمين على المسلسل تقليل عناصر طاقم العمل لتجنب التكدّس والازدحام في مواقع التصوير، وتم تعديل بعض المشاهد على أساس ذلك بما لا يخلّ بسياق الأحداث. ويسير العوضي بخطوات ثابتة من البطولة الجماعية في “الاختيار” إلى مسلسل “شديد الخطورة” الذي يحمل أولى بطولاته المطلقة، قائلا “أخطّط بالفعل إلى البطولة المطلقة ولن أتراجع إلى الوراء سعيا وراء تحقيق أحلامي التي تحقّقت في مسلسل: شديد الخطورة، الذي سيعرض قريبا على إحدى المنصات الإلكترونية”. الممثل المصري يسير بخطوات ثابتة من البطولة الجماعية إلى البطولة المطلقة في "شديد الخطورة" ويتكوّن مسلسل “شديد الخطورة” من سبع حلقات، وهو أول بطولة له مع المخرج حسام علي، والمؤلف محمد سيد بشير، وتوافرت الكثير من العوامل التي تساعده على تقديم دوره بصورة جيدة. وهو نوعية مختلفة من الأعمال الدرامية مثل “الاستايل” الأميركي، ونوعية مسلسلات “بريزون بريك” المكوّنة حسب عدة مواسم، كل موسم يتكوّن من حلقات قليلة، وهو “أكشن” مختلف، وقد تكون هناك محاولات لتسويقه بأكبر قدر ليُعرض في كل الوسائل المرئية قريبا، شواء في التلفزيون أو عبر المنصات الإلكترونية. ويضم المسلسل الجديد مجموعة من النجوم، منهم ريم مصطفى ورياض الخولي وحسني شتا ومحمود حجازي وخالد كمال وأحمد صيام وناهد رشدي، ومن المقرّر عرضه بعد شهر رمضان الحالي. وأعلن أحمد العوضي قبل أيام زواجه رسميا من الفنانة المصرية ياسمين عبدالعزيز، وقال إنها بمثابة “وش السعد عليه”، كما أنها تشجّعه دائما على اختيار الأدوار السليمة، وهو يتابع مسلسلها “ونحب تاني ليه” ويعمل على دعمها دوما في عملها.
مشاركة :