تكريم فنان مصري ينشب خلافا بين مهرجانين سينمائيين | إنجي سمير | صحيفة العرب

  • 8/22/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من المهرجانات الفنية تأجيل دوراتها الحالية تأثرا بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فايروس كورونا، نشبت أزمة غريبة ونادرا ما تعيشها الأوساط الفنية بين إدارة مهرجاني الإسكندرية وشرم الشيخ السينمائيين بمصر، بطلها الفنان عزت العلايلي، بعد أن تصارعا على تكريمه وإطلاق اسمه على الدورة الحالية لكل منهما. القاهرة – تصاعدت حدة الاتهامات الكلامية بين إدارة مهرجاني الإسكندرية وشرم الشيخ السينمائيين بمصر حول أحقية كليهما في تكريم الفنان المصري الشهير عزت العلايلي، غير أنه خرج عن صمته في حوار أجرته معه “العرب” ليكشف حقيقة ما يجري بشأن الصراع حول تكريمه. وأشار العلايلي إلى أن إدارة مهرجان شرم الشيخ (جنوب سيناء) تواصلت معه منذ ثمانية أشهر لتكريمه قبل أن يجري تأجيل دورته دون أن يعلم، ولم يتواصل معه أحد منذ ذلك الحين ليخبره، وبالتالي فمن الطبيعي أن يرحّب بتكريم مهرجان الإسكندرية. وأضاف، أنه لم يكن يتوقّع أن ينشب خلاف بين إدارتي المهرجانين، حيث فوجئ بأن المسؤولين عن مهرجان شرم الشيخ أبدوا غضبهم عندما وافق على التكريم في مهرجان الإسكندرية، ومبرّرهم أنه اتخذ قرارا بالموافقة على التكريم في مهرجان آخر من دون العودة إليهم، ما أخل بترتيباتهم. تزامن مُربك أبدى عزت العلايلي سعادته بإطلاق اسمه على الدورة الـ36 لمهرجان الإسكندرية السينمائي، قائلا “عندما تحدّث معي الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان شعرت بسعادة بالغة، خاصة وأنه تجمعني العديد من الذكريات بمحافظة الإسكندرية ومهرجانها وكنت حريصا على حضور فعالياته خلال الدورات السابقة”. كان من المقرّر أن يتم تكريم الفنان المصري بمهرجان شرم الشيخ السينمائي في دورته الرابعة خلال شهر يونيو الماضي، قبل أن يجري تأجيلها لتعقد دورة استثنائية خلال شهر ديسمبر المقبل، فيما تواصلت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط مع العلايلي لتكريمه وإطلاق اسمه على الدورة السادسة والثلاثين التي من المقرّر عقدها في الفترة من 7 إلى 12 نوفمبر المقبل. وبرهنت الأزمة أنه لا توجد مواثيق تحدّد عمل المهرجانات الفنية التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية، وأثبتت غموض المعايير المحددة لعملية التكريم، كما أن عقد مهرجانين فنيين في فترة متقاربة ووسط الأوضاع التي فرضها فايروس كورونا لا يصبّ في صالحهما مع حالة الركود التي أصابت السينما المحلية والعالمية، وإجراءات الحظر الجوي لا تزال متبعة في العديد من الدول، إضافة إلى تأثيرها على تنقل الكثير من الفنانين والفنانات. واعتبر الفنان المصري أن إقامة الفعاليات وتكريم النجوم يعطيان دفعة للفنان للاستمرار والتواصل بينه وبين جمهوره، وإن حاز على تقديرات سابقة فإن كل جديد يحصده في مشواره الفني له أثر إيجابي على ما سيقدّمه في المستقبل، لأن احتفاء الجمهور بالفنان يجعله في قمة نشاطه الفني حتى وإن تقدّم به العمر. الأزمة برهنت أنه لا توجد مواثيق تحدّد عمل المهرجانات الفنية بمصر، كما أثبتت غموض المعايير المحددة لعملية التكريم وأشار إلى أن تكريم المهرجانات الفنية وخاصة كبار السن يبثّ الروح فيهم من جديد، لأن البعض منهم انقطعت علاقتهم بالجمهور نتيجة قلة الأعمال التي يقدّمونها، والتكريم في مهرجانات محلية داخل البلد التي يقدّم فيها الفنان مجمل أعماله له مذاق خاص، ويشعره بأنه ما زال موجودا وقادرا على تقديم المزيد من الأعمال الفنية. ويشعر العلايلي بأنه لم يصل بعد إلى مرحلة اقتصار تواجده على التكريم في المهرجانات الفنية، وهناك العديد من الأدوار تُعرض عليه كل عام، بل كثيرا ما يعتذر عن تقديم الأعمال التي لا تتناسب مع تاريخه الفني، ويختار الأدوار التي تقدّم رسالة اجتماعية مهمة مثل مسلسل “قيد عائلي” الذي شارك في بطولته العام الماضي، وتناول قضية الصراعات بين الكبار والصغار على الميراث. مع هذا الخلاف على تكريم العلايلي لم ينتبه الكثيرون للمعركة التي تدور رحاها بشأن كبار الفنانين، من الذين يشكون إهمالا واضحا، وهم أحوج ما يكون للتكريم في هذه الظروف، على الأقل ليشعروا أنهم قدّموا فنا راقيا. وعلق على حالة الغضب التي أعلنها بعض نجوم الفن الكبار لعدم الاستعانة بهم في الأعمال الدرامية والسينمائية، قائلا “لا بد من الاهتمام بالنجوم الكبار، لأنه من الصعب بعد أن كانت حياتهم مليئة بالتصوير والأعمال يجلسون فجأة بمنازلهم دون مقدّمات”. معايير موضوعية مسيرة فنية طويلة مسيرة فنية طويلة يؤمن الفنان المصري عزت العلايلي بأنه لا يمكن الاستغناء عن النجوم الكبار، وكل عمل فني لا يمكن إكماله من دون وجود هؤلاء، لأنهم يجسّدون أدوار الأب والأم والجد والجدة، وتمثل الاستعانة بالأسماء الكبيرة لتلك الأدوار قيمة إضافية إلى العمل والفنان أيضا، واستمرار وقوفهم أمام كاميرات التصوير يمنحهم قوة معنوية في مواجهة أزمات الحياة. لكن في الوقت ذاته، لدى العلايلي قناعة يعبّر عنها بمقولة شهيرة تنتشر في أوساط الفنانين بأن “الدور ينادي صاحبه”، أي أن لكل فنان رزقه المكتوب له، ويدرك أن ما يمرّ به الفنانون الكبار أمر طبيعي، لأن هناك أجيالا صاعدة استلمت الراية، وهي سنة الحياة التي يجب على الجميع تقبلها. ولفت إلى أنه عندما يعرض عليه عمل فني يحرص على اختياره بعناية، وبمعايير يضعها لنفسه منذ بداية مشواره، فلا بد أولا أن يكون مرتبطا بالمجتمع وعاداته وتقاليده إلى جانب الرسالة التي يقدّمها ومن الضروري أن ترتبط بقضية واقعية كمرآة للمجتمع، إلى جانب الاهتمام بأسماء المخرج والمؤلف وفريق العمل. وذكر أنه لا يرفض نوعية المسلسلات الطويلة كما تردّد، بدليل أنه قدّم مسلسل “قيد عائلي” الذي استمرّ على جزأين، لكن قام بضبط أموره حتى لا يرهق نفسه أثناء التصوير، وأنه لا يمكن في النهاية مقارنة مسلسل من 30 حلقة بفيلم، فلكل منهما طبيعة خاصة، الفيلم تكون مدته أقصر، بينما المسلسل طويل ويحمل أفكارا وخطوطا درامية متعددة، لكنه في النهاية فنان يعشق التمثيل بشكل عام. وأكّد عزت العلايلي في حواره لـ”العرب”، على أن السينما المصرية بحاجة إلى عملية تنشيط من الممكن أن تأتي بثمارها من خلال تنظيم المهرجانات الفنية، وأن ذلك يثبت وجود حركة فنية مستمرة، وأن الفنانين المصريين لديهم ما يقدّمونه في ظل الظروف الراهنة، ما يساعد على تسريع دوران عجلة الإنتاج السينمائي. وأوضح أن إدارات المهرجانات السينمائية بحاجة إلى التكاتف من أجل تقديم أكبر قدر من الأفلام المنتجة خلال أزمة كورونا، وهي أعمال لم تحظ بمشاهدة واسعة، وبالتالي عرضها مجددا سيكون مقترنا وجوبا بالحضور الجماهيري مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تفرضها دور العرض السينمائية، وتصب لصالح رغبة الحكومة في استعادة الأجواء الطبيعية لعافيتها في أقرب وقت ممكن. وقدّم عزت العلايلي عددا كبيرا من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية منذ أن تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، وجسّد أول أدواره خلال فيلم “امرأة مجهولة” ثم توالت الأعمال التي شارك فيها، وأبرزها: “الأرض”، و“السقا مات”، و“الأقوياء”، و“بئر الخيانة”، و“شلة الأنس” و“الطريق إلى إيلات”. علاوة على عدد من المسلسلات، أهمها: “بوابة الحلواني”، و“نظرية الجوافة”، و“العنكبوت”، و“أولاد الحارة”، و“اللص والكلاب”، و“عسكر وحرامية”، و“المتهم بريء”، ومسرحيات، منها “أهلا يا بكوات”، و“تمر حنة” و“العمر لحظة”.

مشاركة :