مي عمر فنانة مصرية شابة تمشي على مهل نحو البطولة المطلقة | إنجي سمير | صحيفة العرب

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اجتازت الفنانة المصرية الشابة مي عمر خطوات سريعة نحو النجومية مؤخرا، وبدأ اسمها يلمع خلال فترة قصيرة في عدد من الأعمال الدرامية التي حقّقت نجاحا كبيرا، آخرها مسلسل “الفتوة” أمام الفنان ياسر جلال الذي عُرض في رمضان الماضي، ويعاد عرضه حاليا على بعض القنوات المصرية. وكشفت في حوارها مع “العرب”، عن الجوانب التي ساعدتها في هذا البروز، وفلسفتها الفنية في الصعود التدريجي. نجحت مي عمر في أن تسدّ مساحة شاغرة يعاني منها الوسط الفني بمصر، وهي غياب الممثلة التي يمكن أن تقبل بالوقوف أمام نجم العمل في ظل تمسّك العديد من النجمات الأخريات بالبطولة المطلقة، وإن قبلن بمشاركة نجم ما يكون ذلك بشروط وأجر كبير. وظهرت مي عمر في المساحة القلقة، كما يقولون، وقبلت التحدّي، وتمكنّت من العمل مع عدد كبير من النجوم، بداية من محمد رمضان وتامر حسني وأحمد السقا وياسر جلال، لينتهي بها المطاف في محطة البطولة المطلقة من خلال مسلسل “لؤلؤ”، المقرّر عرضه مع بداية الموسم الشتوي المقبل، وهو من بطولة أحمد زاهر، وإدوارد، ونجلاء بدر، ونرمين الفقي، وأحمد مجدي، وإخراج محمد عبدالسلام. قالت الفنانة المصرية مي عمر لـ“العرب”، إنها تجري حاليا التحضير لهذا العمل، وهو خطوة مهمة بالنسبة لها على طريق البطولة المطلقة، والتي كانت تعتبرها قادمة لا محالة، ولم تتعجلها كي لا تخسر ما قامت ببنائه منذ بداية مشوارها الفني. وأضافت “لأول مرة أقدّم دور المطربة لؤلؤ، وهذا بمثابة تحد كبير، حيث سأظهر بلوك مختلف، وأقوم حاليا بالعديد من البروفات والاستعراضات وأغاني العمل، لأتمكن من تجسيد الشخصية بصورة طبيعية، فهي شخصية صعبة ومركبة وتحتاج المزيد من التركيز، والعمل سيكون نقطة فارقة في حياتي الفنية”. لم تعتمد مي عمر، على شكلها وجمالها فحسب، بل كانت لحنكتها نسبة كبيرة في النجاح الذي حقّقته، ما جعلها ترفض السعي مبكرا نحو البطولة وهي غير مستعدة لها تماما، وهو الفخّ الذي وقعت فيه مثيلاتها، حيث حصلن عليها ورفضن القبول بالظهور في أدوار نسائية هامشية أمام البطل، وأصبحن حبيسات العمل الواحد. وتعاقدت الفنانة الشابة أيضا على مسلسل آخر أمام النجم أحمد السقا وأمير كرارة، بعنوان “نسل الأغراب” لعرضه في رمضان المقبل، وهو ما أثار علامات استفهام، لأنه يعيدها مرة أخرى إلى العمل مع زوجها المخرج محمد سامي. ولذلك تؤكّد مي في حوارها على أنها لا تهتم متى تأتي البطولة المطلقة، والأهم عندها: السؤال عن المحتوى والمضمون، فالبطولة أتتها منذ ثلاثة أعوام ورفضتها، حيث شعرت بأنها جاءت في غير وقتها، قائلة “أن أقدّم دورا في مسلسل ولد الغلابة مع أحمد السقا أفضل من أن أقدّم عملا بمفردي، فالاختيار عملية مهمة وهو بداية النجاح”. وأضافت هناك فنانات شاركن في بطولات ثم تراجعن سريعا، وبالتالي ما تهتم به هو التقدم بخطوات حثيثة إلى الأمام، وبالفعل وجدت في مسلسل “لؤلؤ” ما تبحث عنه من فكرة تُخرج طاقتها الفنية، ولم تتردّد في الموافقة عليه عندما قرأت السيناريو. وتحرص الفنانة المصرية على التنوّع، وهو ما يضيفه لها العمل الجديد، كي تخرج من عباءة الفتاة الهادئة التي يُريد البعض من المخرجين والمنتجين حصرها داخلها، وحاولت التغلّب على ذلك مبكرا من خلال مسلسل “ولد الغلابة” الذي جسّدت فيه شخصية فرح الفتاة المغلوبة على أمرها، ثمّ تحوّلت إلى النقيض، وتحدّت كل من حولها لأجل الوصول إلى أغراضها وقتل زوجها، كما قدّمت في مسلسل “الفتوة” المرأة القوية بتجسيدها شخصية ليل ابنة المعلم صابر وزوجة فتوة الحارة. كرسي المتفرّج أشارت مي عمر في حوارها إلى أنها تفضل الحكم على نفسها من كرسي المتفرّج، فوجهة النظر في المهنة تختلف من الممثل إلى المتفرّج، وتستمتع بمشاهدة أعمال ممثل ما في دور معين، لكن إذا كرّره تشعر بالضيق، وتتساءل لماذا لم يقم بالتغيير؟ وهي تعلم حجم المخاطرة عندما يقوم الفنان بتغيير أدواره، فالأسهل له إعادة تدوير ما قدّمه من قبل، غير أن الجمهور لا يفضل ذلك لأنه يحب التنوّع. وأدركت الفنانة المصرية في سنوات عملها القصيرة، والتي لم تتعد العشر سنوات أن مشاركة النجوم الكبار نجاح ويساعد على ارتفاع نسبة أسهمها في الوسط الفني بشكل كبير، وهو ما يعزّز فرصها في تثبيت أقدامها وتحقيق المزيد من الخطوات الكبيرة في وقت قصير، الأمر الذي فعلته الفتاة صاحبة الملامح الهادئة التي تركت عملها في مجال التسويق وتفرّغت للعمل في مجال الفن. ولا تنكر مي أن أولى خطواتها التي خطتها من خلال بوابة زوجها المخرج محمد سامي أسهمت في تفوقها، لأنه نجح في توظيف موهبتها بشكل جيد قبل أن يتركها للعمل مع آخرين، واطمأن على إجادتها السباحة في أمواج الفن المتلاطمة بعيدا عنه. الفنانة المصرية ترى أن استعجال البطولة المطلقة في الدراما فخّ سقطت فيه العديد من الممثلات، والحل يكمن في الاختيار الجيد وكشفت لـ“العرب”، أنها اتخذت قرارا بعدم العمل في الموسم الماضي مع محمد سامي، وعملت في مسلسل “الفتوة” دونه، وحرصت على ألّا تكون البطولة المطلقة الأولى في “لؤلؤ” لها من خلاله أيضا، منعا لأي تأويلات غير واقعية، رغم أنها تعترف أنها تشكل ثنائيا قويا معه في أي عمل فني يجمعهما، حيث إنه يوظفها فنيا بشكل جيد، ويخرج منها مواهب وطاقات مختلفة، ولذلك تعترف أن أقوى أدوارها جاءت معه. ولفتت إلى أن فكرة البعد عن محمد سامي ليست استسلاما للشائعات بأنه يساعدها دائما، لكن من المفترض أن تعمل بمفردها وتخوض تجارب عديدة وجديدة، حيث أثبتت لنفسها أنها تستطيع تقديم أدوار مهمة في أعمال أخرى، وهذا ليس خطأ حتى لا يقال إنها تعتمد عليه في كل أعمالها وحياتها الفنية، بدليل أنها عملت في بداياتها لوحدها لمدة ست سنوات. وأكّدت مي أنها تستمتع كثيرا بالتعاون مع زوجها محمد سامي، حيث يجعل الممثل الذي يتعاون معه يعيش تفاصيل الشخصية ويصدّقها، أما بالنسبة لحصر موهبتها معه فقط فهذا خطأ لأنها قدّمت أعمالا من دونه، ومع ذلك لن تتركه نهائيا والدليل على ذلك العودة إلى تعاونها معه في مسلسل “نسل الأغراب”. وعلى الرغم من خطواتها الثابتة في التلفزيون كل عام، إلّا أنها بعيدة عن السينما، مؤكّدة أنها لم تقصد الابتعاد، فهي تبحث فقط عن العمل الجيد الذي يناسب طموحها، لأن خطواتها محدّدة على حسب نوعية العمل، وهل سوف يؤثر في الجمهور أم لا؟ خاصة أن المساحة لا تهمها، بقدر انشغالها بمدى التأثير الذي يتركه الدور.

مشاركة :