في المعجم القانوني تقع كلمة الفساد في فضاء الإدارة، فهناك فساد إداري. وعدم مشروعية وخروج على القانون، وانحراف، ورشوة القضاة. وطالت قانون المواريث في القانون الإنجليزي فجاءت عبارة: Corruption of Blood وترجمتها الحرفية (فساد الدم). لكن المقصود بها "عدم أحقية المدّعي بميراث أو نحوه". وبودي أن أجري إضافة إلى المعجم (الفساد في الكرة) - قصدي الرياضة "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" سورة الروم. وتكررت الكلمة أكثر من أربع عشرة مرة في محكم التنزيل. والآية أعلاه قال عنها مجتهدو التفاسير إنها قد تعني التلوث البيئي. الذي هو من عمل الإنسان. أعود إلى الكلمة «الفساد» فلابد من أن غيري لاحظ أن عبارة «محاربة الفساد» صارت تتصدر بيانات الحكومات والأحزاب السياسية، وقد تكون الفقرة الأولى أو الثانية بعد كل مؤتمر حزبي أو بعد أن يتعين رئيس وزراء. الكلمة لم تكن متكررة بهذا النمط قبل قرن من الزمان والأسباب أعتقد أن من بينها: الفساد موجود ومعترف به..! فلا حاجة إذاً لمحاربة شيء موجود ومعترف به. الفساد خفي، شبح، ضمير مستتر..! وتصعب محاربة الأشباح والمحجوب وغير المنظور. الفساد سلسلة من الناس والأفراد ويصعب إثباته ومن ثم يصعب اصطياد مرتكبيه. بدأ العالم يبحث عن الفساد ومن يتداوله.. ومن يروّجه.. ومن يحاول إكثاره بالتناسل والتكاثر عندما: هدد الفساد العلم.. والأمن.. والبنى التحتية من مرافق حضرية وغيرها. أصبح وجود دوائر القرار موضع تساؤل. عندى أن الفساد مثل الإرهاب. كلاهما له أصوات غير مسموعة.. وأصابع غير مرئية.. كالتي تدير مقابض الأبواب في أفلام الرعب. حفظنا الله وحفظ أحبابنا من الإرهاب و«الفساد». لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net