الركض وراء فكرة الأحياء الذكية - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 1/1/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

ذكريات دخول التلفزيون إلى بلادنا ممتعة ومسلّية. قالوا إن بعض المنازل من الرياض لم يصل إليها التيار الكهربائي، في تلك السنة التي بدأ فيها البث. وبجوار المنزل منزل آخر يصل إليه التيار بانتظام، أو هو متقطّع. وذكروا حالات اشترى فيها أهل المنزل المتعذّر وصول الطاقة إليه جهاز تلفزيون ثم توسلوا إلى جارهم أن يمدّ لهم سلكاً كهربائياً فقط ليروا التلفزيون. ولا لغير ذلك يطمحون. والجار (ما قصّر) لكنه يُشدد على تسيير التيار ساعات البث فقط. أهل المنزل استطابوا الظلام لكن الشوق لم يتخلّ عنهم، عندما يتعلق الموضوع بالترف. لم أستطع أن أدرك حتى الآن، هل تقنية الترف تركض إلينا، أم نحن نعدو نحوها بسرعة وعجل، أم كلانا نعدو إلى لا حيث... إلى مجهول القادم؟ وأقرأ عن الجملة الرائجة "الأحياء الذكية". وهي تطويع وسرعة تنفيذ الوسائل الداعمة لعملية الانترنت، في مناطق معينة في أمهات مدننا. كأن الجالس على مقهى في تلك الأحياء لا يستغني عن النطاق العريض للاسلكي، كي يستعمل جهازه اللابتوب خارج منزله. تطوير وسائل الاتصال شيء ممتع، لا سيما إذا جاءت تلك الاتصالات سريعة. ولاحظت أن الناس المتمتعين بتلك الخدمات "الذكية" تنقصهم الجدية. أي أنهم يستفيدون من الخدمة ترفاً لا ضرورة. وأسأل في ذلك الشارع (أسأل نفسي) هل المتطلبات الصحية والبيئية الضرورية من أرصفة ومجارٍ وارتدادات اكتملت على الوجه الصحيح أم أن الدعم المالي أبعدها عن الخط وفسحه لتقنيات الترف؟

مشاركة :