(نادي جدة): الاحتفال في الأرض..اليباب! | فيصل سعد الجهني

  • 11/5/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

(١) ..دائماً ما كان يثير استغرابي(الرافض)إقامة احتفاليات ما،بلا مبرر..من عمل منتج وأهداف متحققة!حيث تكون القيمة في احتفاليات كهذه للزمن وحده..الزمن الذي مر،ولم يعبأ به أحد..! (٢) تقيم بعض المؤسسات الخاصة والعامة احتفاليات كبرى،بسبب ذكرى تأسيسها..وهي التي تتفاوت في عطاءاتها ومنجزاتها،كما قرأنا مؤخراً عن احتفالية نادي جدة الأدبي بمرور أربعين عاماً على نشأته..وهو الخبر الذي نال استهجان من يعرفون قيمة الأعمال الثقافية.. وهي حقيقة صادمة(بلاشك)،فلماذا سوف تقام هذه الاحتفالية،ومن أجل أية قيم معرفية وأدبية وفنية،ستوقد شموع النصر والفرح؟! هل هو»المولد الذي صاحبه غائب»؟أم الغياب الذي صاحبه(مولد)عجيب؟أم أنه كلاهما معا؟! (٣) يمكن أن تجد الكثير من مبررات الاحتفال،لو كان الأمر يتعلق بأصحاب(نوبل)،أو بمتحف(اللوفر)الباريسي.. يمكنك أن تريد الاحتفال مع الذين احتفلوا بمرور ستين عاماً على اكتشاف الـ DNA،أومع شبكة جوجل المعلوماتية في احتفائها بمرور١١٥عاماً على اكتشاف الأشعة السينيةX-RAY،أو حتى مع الـ(كتالونيين)وهم يحتفلون بـ(١١٣)عاماً على تأسيس الفريق البرشلوني العتيق..رمزاً لثقافة إثبات الذات وتحدي المستحيل.. وعلى المستوى الثقافي(تحديداً)،يمكن أن تتفاعل كثيراً مع احتفال جائزة الشارقة للإبداع العربي بمرور(١٥)عاماً على بداياتها الأولى،في مباركة كل إبداع خالص،في شتى الفنون والآداب.. والشيء ذاته يحدث،لو أن مجلة(عالم المعرفة)الشهيرة فكرت في إقامة احتفالية لعمرها المديد في(عالم)المعرفة الحقيقية.. يمكنك أن ترفع القبعة إجلالاً للعاملين في معهد غوته الثقافي داخل مصر،وهم يحتفلون بمرور(٦٠)عاماً على نشأته وارتقائه لتكريم كل فعل ثقافي،ينبعث من إيحاءات الشاعر الألماني العظيم..! (٤) ..ولكن..ماذا عن الأمر في(نادي جدة الثقافي الأدبي)؟هل تورط القائمون على تلك الاحتفالية الأربعينية ،وهم يؤكدون(بأنفسهم)على العلاقة العكسية بين الزمن،ومخرجات(النادي)الأدبية والثقافية..خاصة..في العقد الأخير الذي اقتحموا فيه لجة المشهد بمصادفة مريرة.. ذلك النادي الذي كان متوهجاً-حقاً-في الثمانينات المادية،عندما شرع رئيسه(الخبير)النوافذ على اتساعها لاستقبال واحتضان الذين أقبلوا يشتعلون غناء وفناً وإبداعاً..ولو كانت تلك الاحتفالية لذلك(العقد)التاريخي الثقافي البهي لكان لها أكثر المسوغات استحقاقاً! نادي جدة الأدبي-ومنذ زمن-ظل رهيناً لإدارات عجزت عن تقديم فعل ثقافي ذي بال،يمكن أن يرسخ في ذاكرة التلقي للأبد..لغياب المشروع الثقافي الحقيقي الذي يمكن أن يستثير كافة نوازع الإبداع،ويظل يحدس في مقاربة الجمال الباذخ..إلى مالانهاية..! (٥) فاقد الشئ لايمكن أن يعطيه..ولذلك فمعظم منجزات النادي فعاليات هزيلة،لأسماء تقليدية مكررة(والإ ماذا تنتظر فضاءات النادي من استضافة شاعر،يقول إن فنه الشعري قدنهض بوحي من شعرية عبدالله جفري-رحمه الله-وانتصار العقيل وفاروق جويدة..؟!).. النادي(برمته)كان مقتصراً على أسماء محددة،هم وحدهم الذين(يبدعون)في البلاد،وهم وحدهم من له (الحق)في دراسة و(نقد)بعضهم البعض،على غرار(دارة)سفيرة النجوم:»يادارة دوري فينا..ظلي دوري فينا..». ولذلك،فلم تهجس(إدارتا)النادي(بتقديم)المثقفين الآخرين،ودعمهم لتفعيل إبداعاتهم داخل منظومة خالصة من منتج أدبي ثقافي،يخدم ثقافة الوطن في محصلة التجارب والمنجزات! (النادي)بالفعل عجز عن نقل ثقافة ما..فن ما.. حتى لطيفٍ بسيط من أطياف المجتمع المجاور لجدران النادي،والذين(يشتعلون)صخباً فارغاً من كل قيمة وفضيلة..! (٦) ألم يكن من الأجدر لـ(هؤلاء)أن يكرسوا جهودهم لتقديم منجز أدبي وثقافي مغاير وخالص،يسجله تاريخنا الحضاري،ثم(يحتفل)به..فيما بعد.. لأن ذلك(التاريخ)لن يرحم ذلك(الزبد)المتراكم والمتكوّم اللحظة على(الشاطئ) البعييييد!! faisal.s.g@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :