في هذه السطور البسيطة، نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وقد أصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان "عباقرة الصبر والإرادة" ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..توماس أديسون ذلك الرجل الذى أضاء العالم وعانت أمه كثيرا حينما اقتربت ولادته فلم تكن العمليات القيصرية وقتها قد انتشرت حتى تتخلص أمه من هذه المعاناة.ولدت الأم أديسون بصعوبة وكانت رأسه كبيرة وبشكل غير طبيعى الذى تسبب في إعاقته عن المشى وفقد توازنه وحار الأطباء في علاج هذا العيب وخشى أبوه أن يكون ولده من البلهاء الذين يتصفون بكبر حجم الرأس. تسبب هذا العيب الذى ولد به أديسون لسخرية جيرانه منه لأنهم يرونه دائما يحنى رأسه فوق صدره وأطلقوا عليه "أبوراسين" وهذا جعل أمه تتشاجر كثيرا معهم بسببه.أوضح «سويلم» في كتابه "عباقرة الصبر والإرادة" أن ذلك الرأس الكبير كان مملوءا بالعبقرية التى بدت في تفكيره وسلوكه وهو لا يزال طفلا، وعندما بلغ أديسون السادسة من عمره أدخله أبوه المدرسة لكنه لم يستطع الاستمرار فيها وغادرها لأنه استخف بالدروس الساذجة التى تلقى إليه حسب وجهة نظره، وعمل في البناء وبيع الخضار وكسب أموالا كثيرا غير أنه أدرك أنه ليس مخلوقا للتجارة فقد كان مفتونا بالكيمياء. جمع أديسون في غرفة سفلية من منزل أبيه أكثر من مائتى قارورة مملؤة بأشياء عجيبة وألصق عليها كلمة "سُم" وبدأ يُجرى تجاربه الخاصة. لم يكتف أديسون بذلك فقط فبدأ يكتب المقالات وأقنع أمه أنه سوف يعمل في بيع الصحف وكان عمره في ذلك الوقت أربعة عشر عاما، وفكر أن يصدر صحيفة من صفحة واحدة ويبعيها مع الصحف الأخرى في القطاراتأشار «سويلم» إلى أن أديسون استغل أرباحه واتخذ لنفسه مكانا في عربة بضاعة لعمل معمل كيميائى صغير يشمل أحماضا وكيماويات كثيرة يجرى عليه تجاربه، لكن مع اهتزاز القطار سقطت الزجاجات بالأحماض واشتعلت النيران في العربة وجاء حارس القطار وانهال عليه ضربا حتى أصابه بالصمم.
مشاركة :