الرباط – تجاهلت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس دعوة جبهة بوليساريو الانفصالية إلى اجتماع عبر الفيديو أجرته مع سفراء البلدان الأفريقية احتفالا بذكرى تأسيس الاتحاد الأفريقي، الذي أحيته الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من مايو الجاري. ونشرت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، صورة للقارة الأفريقية، برفقة أعلام الدول الأعضاء في منظمة الاتحاد الأفريقي، مستثنية علم جبهة بوليساريو التي تعتبر أيضا عضوا في المنظمة القارية، ما يعمق عزلتها. وشنت قيادات بوليساريو في الأسبوعين الماضيين، هجوما لاذعا على منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، محملين إياهما مسؤولية عدم حلحلة قضية الصحراء، والتسبب في طول أمدها، وهي مناورات يدحضها المغرب. وتسعى جبهة بوليساريو الانفصالية إلى فك عزلتها الدبلوماسية على إثر تآكل شعبيتها لدى أغلب الدول الأفريقية والأوروبية عبر الاتكاء على حليفتها الجزائر التي دشنت سلسلة من المناورات العسكرية في مخيمات تندوف على الحدود المغربية. نجاحات الرباط الدبلوماسية تدفع جبهة بوليساريو الانفصالية إلى مهاجمة المنظمات الأممية والتلويح باستخدام القوة ويرى متابعون في المناورات العسكرية الجزائرية على حدود المغرب، تلويحا بالتصعيد في المنطقة، ما قد يعيد الزخم إلى ملف نزاع الصحراء ومساعي بوليساريو الانفصالية. وكشفت مصادر إعلامية عن تحركات مشبوهة واستنفار لقوات بوليساريو في مخيمات تندوف، مشيرة إلى أن الجبهة الانفصالية تعكف، منذ أيام، على تعزيز تواجدها العسكري بالمنطقة العازلة، في سياق مساعيها الاستفزازية. وأكد منار سليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن “النظام الجزائري بات في وضعية سيكولوجية المقامر يلعب كل الأوراق بما فيها ورقة إشعال حرب في المنطقة”. وفشلت بوليساريو وحليفتها الجزائر على إحداث أي اختراق سياسي ودبلوماسي داخل المؤسسات الأوروبية لدعم تحركاتها، حيث تتمسك الدول الغربية بقرارات الأمم المتحدة الداعية إلى حل سلمي وسياسي لملف الصحراء المغربية. وشكل نجاح دبلوماسية الرباط إزاء ملف الصحراء المغربية عبر افتتاح عدد من الدول الأفريقية قنصليات في العيون والداخلة، ضربة موجعة للمساعي الانفصالية في المنطقة. ودعت غريس نجاباو إفراتي، النائبة البرلمانية الزامبية، الدول الأفريقية ومنها الجزائر، إلى وضع الأيديولوجيات والعقائد الموروثة عن الحرب الباردة جانبا ودعم التوجهات الأممية لحل ملف الصحراء سلميا.
مشاركة :