إياد... بأي ذنب قتل بالرصاص الإسرائيلي؟

  • 6/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحديث عن استشهاد الفلسطينيين في شوارع القدس أصبح سهلاً، بعدما استسهل جنود الاحتلال قتل الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب، حتى أصبح جميع السكان في خطر بسبب وجود جندي إسرائيلي واحد على الشارع القريب من منازلهم، أسهل ما يكون لديه هو الضغط على الزناد وقتل أي فلسطيني تحت حجج واهية. صباح السبت الماضي خرج الشاب إياد الحلاق من بيته القريب من باب الأسباط في مدينة القدس، متجهاً إلى مركز متخصص بذوي الاحتياجات الخاصة يداوم على التعلم فيه منذ سنوات طويلة، ليكون هذا الخروج من بيته الأخير له في حياته. إياد يعاني من التوحد، وهو وحيد أهله من الذكور، باغته جنود الاحتلال منتصف الطريق بين بيته والمركز التعليمي بإطلاق النار عليه بشكل مباشر الساعة السادسة والنصف صباحاً، وقتلوه بدم بارد، بحجة الاشتباه في حمله مسدس. حجة لا تنطبق على إياد وحده، بل هي والكثير من الحجج الشبيهة، ترافق أي عملية قتل يقوم بها جندي إسرائيلي ضد أي مواطن فلسطيني، قبل أن يتم نقله إلى المستشفيات، لتبرير عملية القتل أمام الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي. حتى أصبحت سياسة الإعدام سياسة إسرائيلية متبعة قديمة تجددت بكثرة خلال الأسبوع الماضي، حيث سبق إياد شابان آخران قتلا في مدن الضفة الغربية تحت حجة محاولة عملية دهس أو طعن، حتى امتدت هذه السياسة إلى الداخل المحتل، ليضافوا إلى سجلات الشهداء. وشهدت شوارع القدس والضفة الغربية إعدامات متكررة على يد وحدات إسرائيلية خاصة مدربة على إعدام الفلسطينيين، حتى أصبحت حياة الفلسطينيين في القدس عبارة عن رعب متنقل يشاهدونه على رأس شوارعهم القريبة من بيوتهم، تتمثل بوجود جندي إسرائيلي واحد فقط، فهو كفيل بتحويل حياتهم إلى جحيم. الفلسطينيون طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل إياد الحلاق، ونقل الإسرائيليين هذه الشكوى إلى لجنة في وزارة الداخلية مخصصة للتحقيق في هذه الشكاوى، وفي حقيقتها لا تخرج بنتائج ولا تتابع التحقيق، فمهامها تدوين الشكوى أمام الرأي العام فقط، وفي المقابل أصدرت الشرطة الإسرائيلية قراراً بالتعتيم على أسماء رجال الشرطة الذين نفذوا عملية الإعدام. وأمام هذا المشهد المؤلم، بدأت والدة إياد الحلاق تتحدث عن نجلها الذي اعتبرته من الملائكة كالنسمة في بيتهم، تحرك يديها يميناً وشمالاً، دون إمكانية التحكم فيها بعد أن أصيبت برعشة من وقع الصدمة عليها برحيل فلذة كبدها. والدته المسنة قالت إنها أبلغت ابنها أنه بمجرد أن يوقفه رجال الشرطة يظهر لهم بطاقته على الفور، وأن أمنيته هي الصلاة في المسجد الأقصى بعد إغلاق طال أمده، لكنه رحل شهيداً، فأصبحت أمنيتها أن يتم تشييع جثمانه من باب الأسباط الذي تمنى الوصول إليه في لحظاته الأخيرة. مشكلة إياد تكمن في صعوبة التواصل مع الآخرين، مثله مثل أي شخص يعاني من التوحد، فلا يستطيع النطق ولا الفهم، ولكن مع ذلك فهو بعيد كل البعد عن العنف. الخبير القانوني د.عبد الكريم شبير، اعتبر إعدام الفتى إياد الحلاق فعلاً إجرامياً مشيناً وجريمة ضد الإنسانية، ويؤكد على إجرام الجنود المستمر ضد أطفال فلسطين، دون أي رادع أو وازع أخلاقي. وأكد أن هذه الجريمة دليل على تعطش الإسرائيليين للدم الفلسطيني حتى وإن كانوا معاقين لا يقدرون على أن يخدموا أنفسهم بأبسط الاحتياجات الخاصة، فكيف لهم أن يقوموا بأي عمل قد يلحق الضرر بجنود الاحتلال. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :