رمضان البيه يكتب: دين حياة

  • 6/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ فترة كنت ضيفًا على المذيعة المتألقة أميرة سليمان بإذاعة القاهرة الكبرى في إحدى الفترات المفتوحة، وكان الحديث عن تجديد الخطاب الديني، الذي أصبح الآن ضرورة ملحة ، بعد استفحال ظاهرة العنف والإرهاب والتطرف نتيجة الأفكار المتشددة المغلوطة الشاذة التى بثها أعداء الإسلام والحياة المتآمرين على الإسلام والمسلمين في نفوس الجهلاء والعوام والتي لا تتفق مع وسطية الإسلام وسماحته واعتداله، طرحت فكرة عمل برنامج بإسم دين حياه فالإسلام بمنهجه القويم وشريعته الغراء السمحاء بحق هو دين حياة، وذلك لأنه دعى إلى الرحمة والتراحم وإلى العدل والإحسان وإلى كل المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة .. وفي الحديث أشار نبي الرحمة ورسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام إلى رسالته الخاتمة الغراء والتي امتدت إلى ثلاثة وعشرون  سنة بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».هذا ولقد دعى الإسلام إلى عمارة الأرض وإصلاحها إلى قيام الساعة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».والإسلام دعى إلى احترام حرية إختيار كل إنسان فيما يؤمن به ويعتقده، حيث يقول تعالى «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» وقول عز وجل «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. هذا وقد شدد الإسلام على حرمة الدماء بغير وجه حق  وجعل قتل النفس من الكبائر .. والإسلام دعى إلى بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان للجار سواء كان الجار مسلمًا أو على غير الإسلام وجعل له حقوقًا محفوظة، كما دعى الإسلام لإحترم المرأة وحث على حسن معاملتها، ففي الحديث «النساء شقائق الرجال لهن ما لهم وعليهن ما عليهم ».. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم خيركم لأهلي».. وقال: «لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم»..هذا والإسلام دعى المسلمين إلى الإحسان للمحسن وللمسيء أيضًا ففي الحديث يقول نبي الرحمة ورسول الهدى صلي الله عليه وسلم: «صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك».. هذا والإسلام دعى إلى  عمارة الأرض وإتقان العمل والإخلاص فيه وأعد ذلك من العبادات التي يثاب المرء عليها وربما زاد الأجر فيه على العبادات، ففي الحديث: «من بات كالًا من عمل يده..أي متعبا مجهدا .. بات مغفورًا له»، والإسلام دعى إلى إفشاء السلام وإلى بشاشة الوجه وطلاقته عند لقاء الآخرين وفي الحديث: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».هذا ومن كمال الإسلام وصلاحيته في كل زمان ومكان أنه لم يهمل أي شأن من شئون الإنسان ولا أي جانب من جوانب الحياة فهو دين جامع لأمر الدين والدنيا في آن واحد.. ولم يهمل الإسلام أي شأن من شئون الإنسان وقنن سبحانه وتعالى فيه ما يلبي متطلبات الجانب الغرائزي للبشر ووضعها في الإطار الطاهر الذي يسمو بالإنسان عن البهيمية.والإسلام بمقاصده الشرعية الخمسة وهي غايته والضرورات التي كان لابد منها لإصلاح أمر الدين والدنيا وهذه المقاصد هي: حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال، كل ذلك وغير ذلك الكثير والكثير مما احتواه منهج الإسلام يجعلنا دون تعصب ولا غلو نقول إنه بحق دين حياة وهو نعمة الله تعالى التامة..يقول سبحانه..اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..هذا ولكمال دين الإسلام وتمامه وما حواه من المكارم والفضائل والمحاسن وصفه عز وجل بالدين القيم حيث يقول تعالى..ذلك الدين القيم..

مشاركة :