الغنوشي يُرحل أزماته الداخلية إلى مُربع حكومة الفخفاخ | الجمعي قاسمي | صحيفة العرب

  • 6/12/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تونس ـ لا يتوقف راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية، عن البحث عن الذرائع والمبررات للهروب من الأزمات المُتراكمة التي تعصف بخياراته، في مسعى لاحتواء الانتكاسات المُتعددة لتحالفات حركته الحزبية التي انهارت تباعا حتى دخلت في دائرة من العزلة السياسية نتيجة اتساع الهوة بينها وبقية القوى التي اقتربت منها بمقاربات اتضح أنها مُخادعة ومُضللة. ولم يجد هذه المرة، سوى ترحيل تلك الأزمات إلى مُربع الحكومة برئاسة إلياس الفخفاخ، لإرباكها عبر مُحاولة نخر تماسك ائتلافها الحزبي من خلال التلويح باشتراطات جديدة بدت ظاهريا أنها تستهدف توسيع دائرة هذا الائتلاف، لكنها ترمي باطنيا إلى إحداث فراغ سياسي على مستوى الحكومة يُمكنه من وقت إضافي لصياغة تحالفات جديدة بمكونات تتحكم فيها الحسابات الحزبية الضيقة. ويسعى الغنوشي إلى مُحاولة حصر النقاش ضمن دائرة تلك الاشتراطات الضيقة التي عبّر عنها بالقول إن هناك "ضرورة لتعديل الحكومة وفق مصلحة تونس ومن اجل مشروع ينقذ تونس"، وجعلها تتحرك داخل هذه المقاربة التي اتخذت من "غياب التضامن الحكومي الحقيقي" عنوانا لها، وذلك باللجوء إلى مختلف الأساليب التي لا تخلو من الخداع، وخاصة منها التسريبات المُخادعة لتضليل الرأي العام. غازي الشواشي: لو يستقيل الفخفاخ غدا، لن نستطيع تشكيل حكومة جديدة غازي الشواشي: لو يستقيل الفخفاخ غدا، لن نستطيع تشكيل حكومة جديدة ويروج المحسوبون على الغنوشي منذ مساء الأربعاء، لمُعطيات تنحو باتجاه البحث الذرائعي لتبرير تلك الاشتراطات، تدفع في جزء منها بتسريبات لإضافة الكثير من التفاصيل التي تبدو خارج السياق، منها القول إن "أزمة صامتة تدور رحاها حاليا بين الرئيس قيس سعيد، ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، الذي يبدو أنه قدم له استقالته من رئاسة الحكومة". وتذهب تلك التسريبات في تقديم إضافات للحيثيات التي أحاطت بقرار الاستقالة، المزعوم، والتفرعات الناتجة عنه، إلى الإشارة بأن رئيس الحكومة "قبل بمبدأ توسيع حكومته لإرضاء راشد الغنوشي الذي يريد من خلاله ضم حزب "قلب تونس" إلى الحكومة"، وذلك خلافا لموقف الرئيس قيس سعيد الرافض لهذا التوجه، والمُحذر من ارتدادات وانعكاسات ذلك على مجمل توازنات المشهد العام في البلاد". وعلى عكس هذه التسريبات التي تُضيف في كل يوم مشهدا سياسيا مدفوعا بخلفيات لا تخلو من المعطيات المغلوطة، أكد مصدر برلماني يُشارك حزبه في الائتلاف الحكومي الحالي لـ "العرب"، أن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أعرب خلال الاجتماع الوزاري الذي عُقد مساء الأربعاء، عن رفضه لسعى الغنوشي إلى توسيع الائتلاف الحزبي الحاكم. وقال إن الفخفاخ أكد أن ما يتم تداوله من " أقوال منسوبة إليه أو لغيره في صلة بعلاقته مع الرئيس قيس سعيد ليست صحيحة، وان الحديث عن ازمة بين القصبة وقرطاج الذي أخذ منحى مُتصاعدا بمسوغات التهويل، هو جزء لا يتجزأ من حملة مُضللة لتسويق ما عجزت عنه المناورات السياسية لإرباك أداء الحكومة بعد أن أنهت الـ 100 يوم الأولى على تشكيلها دون مشاكل رغم أزمة جائحة الكورونا التي واجهتها. واعتبر أن تلك التسريبات تدخل في سياقات استكمال التحايل السياسي لراشد الغنوشي، الذي وصل إلى حائط مسدود بعد أن فقد ثقة جميع الأحزاب في البلاد، حيث انتهت تحالفاته معها إلى خصام وفراق، بدءا بحزبي المؤتمر والتكتل خلال فترة حكم الترويكا، وصولا إلى حركة الشعب، والتيار الديمقراطي خلال الائتلاف الحاكم الراهن، مرورا بحركة نداء تونس وحزب آفاق تونس خلال فترة التوافق "المغشوش". وحذر في المقابل، من تداعيات افتعال الأزمات الذي يُمارسه راشد الغنوشي على الاستقرار السياسي في البلاد، الذي قال إنه بدأ يدخل ضمن دائرة من المقاربات والتحليلات التي جعلته يقترب كثيرا من متاهة مُعقدة تشي بأن الائتلاف الحاكم سينهار قريبا بما يفتح الباب أمام فراغ حكومي لا أحد بإمكانه التكهن بنتائج انعكاساته رغم أن مؤشراتها الأولى لا تترك المجال للشك بأنها ستكون كارثية. ويعكس هذا الوضع حجم الهوة الواسعة بين مقاربة الغنوشي لواقع الائتلاف الحكومي، وما يتصل به من أسئلة متواترة تُثيرها بعض الاستنتاجات التي تلازم حالة التوتر والارتباك الراهنة، تجد حكومة إلياس الفخفاخ نفسها في حالة عدم يقين غير مسبوقة، دفعت غازي الشواشي، وزير املاك الدولة والشؤون العقارية، إلى استبعاد تشكيل حكومة جديدة في صورة استقالة الفخفاخ من منصبه. وانتقد الشواشي الذي ينتمي لحزب التيار الديمقراطي (22 مقعدا برلمانيا)، في تصريحات إذاعية ما وصفها بـ "حالة الفوضى" التي يعيش على وقعها المشهد السياسي، مُعتبرا في هذا السياق أنه "لو يُقدم الفخفاخ غدا على تقديم استقالته، لن نستطيع تشكيل حكومة جديدة، فاتقوا الله في البلد". وأمام هذه التطورات بتفاصيل التسريبات الملحقة بها، يدخل الوضع الحكومي في مأزق مُتعدد الأبعاد، لم يترك فيه الغنوشي فرصة لتحقيق مآربه إلا واستغلها بحسابات حزبية ضيقة، تخللتها رسائل سياسية لا تخلو من الاستفزاز على حافة مشهد ينزلق نحو متاهة الفراغ السياسي. الوضع الحكومي في مأزق مُتعدد الأبعاد الوضع الحكومي في مأزق مُتعدد الأبعاد للمزيد: لائحة اعتذار فرنسا للتونسيين تعمّق الخلافات داخل النهضة

مشاركة :