أنقرة - ساهم الحكم القضائي بالسجن على موظف في القنصلية الأميركية بإسطنبول تتهمه أنقرة بدعم "مجموعة إرهابية" بزيادة التوتر في العلاقات التركية الأميركية التي يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحسينها على الرغم من سياسته العدائية وتناقضاته في السياسة الخارجية المتعارضة مع واشنطن. وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الحكم القضائي يقوض العلاقات الأميركية - التركية، مؤكدا أنه "لا يوجد دليلا ملموسا يدعم إدانة موظف القنصلية الأميركية" في إسطنبول. وقال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إنّه شعر "ببالغ القلق" بعد هذا الحكم، مبدياً أمله في "إبطاله سريعاً". Secretary Pompeo ✔ @SecPompeo Deeply troubled by the Turkish court’s decision to convict U.S. Consulate General Istanbul employee Metin Topuz. This action undermines Turkish-American relations. There is no credible evidence to support this conviction and we hope it is swiftly overturned. 9,665 12:09 AM - Jun 12, 2020 Twitter Ads info and privacy 3,442 people are talking about this ومن شأن الحكم القضائي بسجن الموظف متين توبوز بالسجن ثمانية أعوام وتسعة أشهر أن يثير توترا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، حيث أعرب أردوغان قبل أيام قليلة عن رغبته في فتح "حقبة جديدة" من العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر والخلافات في ملفات خارجية. وتوبوز متهم بمساعدة جماعة الداعية فتح الله غولن الذي تعتبره تركيا "العقل المدبر" لمحاولة الانقلاب عام 2016، على ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية، وهي تهمة ينفيها غولن. وبحسب وكالة أنباء الأناضول، فإن توبوز أدين "بمساعدة مجموعة إرهابية مسلحة"، لكن تمت تبرئته من تهمة التجسس. وكان المدعي طلب عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما. وساهم ملف توبوز في تدهور العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في السنوات الماضية حيث أعربت السفارة الأميركية التي حضر عدد من ممثليها الجلسة عن خيبة أملها العميقة. ومتين توبوز مترجم تركي يعمل في إدارة مكافحة المخدرات في القنصلية الأميركية في اسطنبول، وجهت إليه تهمة التجسس والانتماء إلى الجهة التي تحملها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب فاشلة في العام 2016، وهو موقوف منذ أكتوبر 2017. وتزج أنقرة بالالاف بالسجون على خلفية هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقول معارضون إن النظام التركي استغل محاولة الانقلاب لتصفية حسابات مع خصومه السياسيين. ونفى توبوز على الدوام الاتهامات الموجهة إليه مؤكدا أن الاتصالات التي تقول السلطات التركية إنه أجراها مع أنصار لغولن تندرج في إطار عمله وأنه كان "يطبق "أوامر" مسؤولين في القنصلية. وخلال الجلسة الأخيرة من محاكمته الخميس، دفع مرة جديدة ببراءته وطالب بتبرئته. وبعد صدور الحكم قالت السفارة الأميركية في بيان "لقد خاب أملنا كثيرا إثر القرار الصادر اليوم. لم نر أي دليل موثوق يدعم هذا الحكم ونأمل في إبطاله سريعا". وأضافت أن توبوز "قام بعمل لافت على مدى حوالي ثلاثة عقود، وتحت إدارتنا شجع على التعاون بين قوات الأمن التركية والولايات المتحدة وساهم في ضمان أمن سكان هذين البلدين". وحركة الداعية غولن كانت حليفة لأردوغان لفترة طويلة إلى حين الخلاف في 2013، مع نشر تسجيلات تتهم أوساط الرئيس الحالي بالفساد. وكثفت السلطات آنذاك الاعتقالات في صفوف أشخاص يشتبه أنهم من مناصري غولن، في حركة تسارعت بعد الانقلاب الفاشل في 2016. ويأتي الحكم على توبوز في وقت تسعى تركيا لتحسين علاقاتها مع واشنطن التي تدهورت في 2016 بسبب الخلافات حول ملف سوريا واعتقال موظفين في القنصلية الأميركية بينهم توبوز. لكن أنقرة التي تخضع لعقوبات أميركية بسبب شرائها بطاريات دفاع مضادة للطيران الروسية أس-400 تسعى منذ عدة أشهر إلى تهدئة التوتر.
مشاركة :