إرهاب داعش وإرهاب الكهنوت - عبدالله مغرم

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نقاط الالتقاء بين داعش وكهنوت أوروبا الظلام لا تخطئها العين، فكهنوت الكنيسة كانوا يقتلون كل من يخالفهم باسم التقرب إلى الله، فأحرقوا المثقفين وفلاسفة التنوير لإحكام السيطرة على ذهنية المجتمع، وقتلوا من يختلفون معهم في المذهب في الكنائس.. وتاريخ فرنسا يحكي مثل هذه المآسي. بعد انطلاق عصر التنوير وانتشار مؤسسات التعليم، اختفت سيطرة إرهابيي الكنائس، وباتت دور العلم والإعلام ضمانة لاستقرار المجتمعات واختفت بشكل كبير موجة القتل لأسباب دينية. ومنذ العام 2011 كنا أمام هذه الظاهرة من جديد، وهي أن طرق استقرار المجتمعات التي تعتمد بشكل رئيس على الإعلام والتعليم كغذاء للعقول لم تعد تحقق نفس النتائج التي تحققت منذ انتهاء عصور الظلام، وكان السلاح المستخدم هو شبكات التواصل الاجتماعي، لذلك كانت سرعة تجنيد الإرهابيين أعلى ، وبات الخطر الحقيقي يتمثل في مثل هذه الشبكات، فجندت داعش الإرهابيين من خلال عشرات الآلاف من المعرفات الوهمية وبدأنا والعالم أمام ظاهرة جديدة وهي القتل باسم الدين وهي شبيه بأهداف كهنوت الظلام والأدوات التي استخدمت وفي حالات عدة متطابقة. من خلال متابعة المحتوى عبر شبكات التواصل الاجتماعي يمكن القول إن حربنا الحقيقية على الإرهاب هناك، في الفضاء الإلكتروني، عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا بد من إعادة تكييف المحتوى والرسالة هناك، ولا بد من مواجهة معرفات الإرهاب بأخرى مضادة لها بمحتوى غير مباشر لتحقيق التأثير المطلوب، ولا بديل عن توظيف قدرات الأجيال وأساتذة الجامعات وعلماء النفس والاجتماع في تطوير المحتوى وليس بالضرورة أن يكون المحتوى مباشرا يعنى بمكافحة الإرهاب فحسب بل في مختلف المجالات حتى لا تستمر السمة الطاغية للمحتوى العربي عبر شبكات التواصل الاجتماعي سياسية، فكلما تنوع المحتوى ستخف حدة التجنيد والاحتقان السياسي، وفي نفس الوقت نحن بحاجة إلى خطاب جديد عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأدوات جديدة ولو اضطرنا ذلك للاستثمار في عدد من المجالات لتكون مضادة للإرهاب كتصميم ألعاب رقمية كونها أكثر التطبيقات نمواً عبر الأجهزة الذكية وتكلفة إنتاج بعضها باتت مماثلة لإنتاج أفلام هوليود. لا بد من تحييد سلاح شبكات التواصل الاجتماعي في حربنا ضد الإرهاب والعمل على مسارين: تجفيف منابع التكفير، والحد من الإرهاب ، فالأخير يتعامل معه الأمن الوطني بشكل مميز، وتبقى هناك حرب فكرية مضادة تعيد للعقل كرامته التي نزعها التكفير.

مشاركة :