أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعلاقات الاسلامية، وقاضي قضاة فلسطين، أن الحكومة المتطرفة التي شكلها نتنياهو أوصدت جميع الأبواب في وجه السلام، ولا يمكن التفاوض مع حكومة نقضت جميع الاتفاقات السابقة. وأكد الهباش في حوار أجرته معه «عكاظ» أن حركة حماس غير معنية بإنهاء الانقسام، وأنها تسعى لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني من خلال السعي لإقامة دويلة في غزة بالاتفاق مع إسرائيل، المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني. وفيما يلي نص الحوار: ● أفرزت الانتخابات الإسرائيلية قيام ائتلاف حكومي يميني متطرف برئاسة زعيم حزب الليكود نتنياهو .. كيف سيتم التعامل مع هذه الحكومة؟ ●● بتشكيل نتنياهو هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، يبدو أنه أغلق كل الأبواب أمام أي احتمالات لعودة لمفاوضات جدية وحقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعتقد ان هذه الحكومة ستفتح الباب على مزيد من التوتر في الشرق الاوسط وستغلق كل الابواب الممكنة للتعايش والسلام في المنطقة وربما تقود الى مواجهات اكثر عنفا في الفترة القادمة. ● لكن نتنياهو يتحدث عن سلام إقليمي هل يمكن الوثوق بهذا الحديث؟ ●● نحن لم نعد نثق في نتنياهو، وسبق أن تحدث عن دولة فلسطينية أو حل الدولتين ثم أعلن أنه يرفض، لقد تحدث عن القبول بمبادرة الرئيس الأمريكي ثم تراجع عنها، تحدث عن وقف الاستيطان ولم ينفذ، وأبرم معنا اتفاقا برعاية أمريكية للإفراج عن 104 أسرى ثم في المرحلة الأخيرة، ثم تراجع عن ذلك، نحن لا نثق لا في نتنياهو ولا في هذه الحكومة المتطرفة وسنستمر في نضالنا الوطني سياسيا وقانونيا وبكل الوسائل لاستعادة الحق الفلسطيني. ● يجري التحضير لمشروع فرنسي سيقدم لمجلس الأمن، هل تم التنسيق من اجل صياغة مشروع جديد؟ ●● نحن نرحب بأية فكرة يمكن ان تقود الى انهاء الاحتلال، فرنسا أعلنت أنها ستقدم مشروعا للسلام وإنهاء الصراع، نحن سننظر في هذا المشروع الذي حجر الزاوية فيه سيكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 67 وحل عادل لقضية اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية ووفق القرار 194 ووفق برنامج السلام الفلسطيني إذا توفرت هذه الشروط والمقومات للمشروع الفرنسي فنحن نرحب به. ● هنا حديث يجري عن اتصالات أوروبية مع إسرائيل و«حماس» من أجل قيام كيان أو دويلة في قطاع غزة كيف يمكن مواجهة هذا المخطط؟ ●● وطنيا نحن نرفض هذه الافكار الانهزامية والشعب لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الخزعبلات على الاطلاق، سياسيا سنواصل النضال من أجل حل موحد لكل الاراضي الفلسطينية، تجزئة القضية الفلسطينية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة وحل هنا وحل هناك لن يقود الا لتدمير المشروع الوطني ونحن لا يمكن ان نقبل بذلك على الاطلاق فالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام عبر الانتخابات التشريعية والرئاسة في كل الأراضي الفلسطينية هي الوسيلة لقطع الطريق على كل هذه الأفكار المشبوهة. ● مازال عمل الحكومة في قطاع غزة معطلا، وحركة حماس لم تسلم المعابر ولم تقبل بعمل الوزراء ومازال الإعمار معطلا والمصالحة متوقفة كيف الخروج من هذه المآزق ؟ ●● حماس لم تؤمن في يوم من الايام بالمصالحة، ولم تؤمن بالوحدة الوطنية، ولم تكن حريصة عليها والدليل كل الاجراءات العملية التي تقوم بها حماس تتحدث عن المصالحة وتمارس الانقسام، حماس تتحدث عن الوحدة وتمارس الانفصال على الأرض، ومن جهة أخرى تلتف وتجري اتصالات مع اسرائيل من اجل حل منفصل في غزة وإقامة «دويلة» على مقاسها، أعتقد أنه آن الأوان لموقف فلسطيني صارم، وموقف عربي حازم يضع النقاط على الحروف في الملف الفلسطيني حتى لا يستمر هذا الانقسام.
مشاركة :