اسطنبول - بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في اجتماع بأعضاء من حكومة الوفاق بالعاصمة الليبية طرابلس، سبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي في ليبيا والتعاون في مجال الطاقة خلال زيارة وصفها بـ"المفيدة للغاية". وشدد أوغلو على أن الزيارة التي قام بها وفد حكومي تركي إلى العاصمة الليبية طرابلس "جاءت للتأكيد مجددا وبشكل أقوى على دعم أنقرة" لحكومة الوفاق الوطني الليبية، ومقرها طرابلس. وتندرج هذه الزيارة ضمن المساعي التركية لجني ثمار تدخلها العسكري في ليبيا ودعمها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج من خلال إبرام عقود لإي مجال الطاقة. وتسرّع تركيا الخطى من أجل تحقيق مكاسب كبيرة ترسخ وجودها العسكري في ليبيا خدمة لأجندة جماعة الإخوان التي لا يمكن أن تنجح إلا في بيئة تعمها الفوضى. ويتعامل النظام التركي بمنطق الوصاية مع حكومة فايز السراج العاجزة أمام إملاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التسلطية والساعية لاستنزاف مقدرات وثروات البلاد. اقرأ أيضا: الجنوب الليبي خط أحمر فرنسي تخطط تركيا لتجاوزه وعلى وقع بداية تشكل تحالف أوروبي عربي لقطع الطريق على التدخل التركي الذي بات يشكل خطرا وتهديدا لأمن دول المتوسط، تحاول أنقرة جني ثمار تدخلها في أقرب وقت ممكن وتثبيت وقف لإطلاق النار يتماشى مع مخططها في المنطقة. من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق في بيان أنّ السراج استقبل في طرابلس وفداً تركيّاً رفيعاً ضمّ وزيرَي الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو والخزينة والماليّة برات البيرق ورئيس المخابرات حقان فيدان وعددًا من كبار المسؤولين الأتراك. وتناول الاجتماع مستجدّات الأوضاع في ليبيا والجهود الدوليّة لحلّ الأزمة الراهنة، كما تطرّق المجتمعون إلى عودة الشركات التركيّة لاستكمال أعمالها في ليبيا، وإلى آليّات التعاون والتكامل في مجالات الاستثمار والبنية التحتيّة والنفط. وتمّ إيضاح مقاربة ليبيا في تطوير مفهوم التنمية من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كذلك، جرت متابعة تنفيذ مذكّرة التفاهم الأمني والعسكري الموقّعة بين البلدين في نوفمبر الماضي والتي أثارت جدلا كبيرا وفتحت أمام النظام التركي أبواب التدخل في الشأن الليبي، خصوصًا في ما يتعلّق بالتعاون في بناء القدرات الدفاعيّة والأمنيّة الليبيّة عبر برامج تدريب وتأهيل وتجهيز. وقال تشاوش أوغلو "كان الغرض من الزيارة الإعراب مرّةً أخرى عن دعمنا القوي لليبيا. ناقشنا سبل تعزيز تعاوننا في المجالات كافّة". وأضاف "بحثنا أيضًا في مسألة وقف دائم لإطلاق النار وفي العمليّة السياسيّة"، متحدّثًا عن زيارة "مثمرة للغاية". وتُعدّ هذه الزيارة الرسميّة الأولى لوفد تركي وزاري كبير منذ شنّ قوّات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، هجومًا للسيطرة على طرابلس في أبريل العام الماضي. كما تأتي الزيارة عقب سلسلة تصريحات فرنسيّة أبدت الانزعاج إزاء ما وصفته بـ"التدخل العدواني" التركي و"الدعم العسكري المتزايد" في ليبيا. وطالبت باريس حلف شمال الأطلسي بوضع حدّ لتدخّلات تركيا في ليبيا والبحر المتوسّط. ورفضت تركيا بشدّة الانتقادات الفرنسيّة على خلفيّة دعم أنقرة حكومة الوفاق، متّهمةً باريس بأنّها "تعوّق السلام".
مشاركة :