رفض الناشطون التونسيون على اختلاف أطيافهم السياسية قيام نواب ائتلاف الكرامة برفع صورة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في مجلس نواب الشعب، متسائلين عن ولاء هؤلاء النواب الذين يتجاهلون أن البرلمان مخصص لمناقشة قضايا الشعب التونسي لا لرفع صور رؤساء دول أخرى. تونس - استنكر التونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي ما قام به رئيس ائتلاف الكرامة برفع صورة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي داخل مجلس نواب الشعب التونسي، خلال جلسة الأربعاء التي كانت مخصصة للمصادقة على مشروع قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. والحادثة التي تسببت بفوضى كبيرة داخل مجلس النواب وتراشقا كلاميا وتبادل الاتهامات، كان صداها أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل تونسيين وعرب، منددين أن يقوم نائب بمثل هذا الفعل الاستفزازي بغض النظر عن انتمائه السياسي، حيث عمد نواب ائتلاف الكرامة الإسلامي إلى كتابة عبارة “الشهيد” على صورة مرسي، والتقطوا صور السيلفي شاركوها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل. وعبّر نوابٌ في البرلمان من بينهم عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، عن رفضهم التام لهذا التصرف، مؤكدين أنّ البرلمانَ للشعب التونسيّ وليس لجماعة الإخوان المحظورة. ورد نواب الحزب الدستوري الحر على هذه الخطوة الاستفزازية بترديد شعارات مثل “برلمان تونسي وموش خوانجي” و”البرلمان لن يكون إخوانيا” و”لا لأخونة البرلمان”. وحمّلت موسي النائب الأول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي مسؤوليّة رفع صورة الرئيس المصريّ السابق محمد مرسي في البرلمان، لتردّ عليها الشواشي قائلة “لم نحرمك من وضع صورة أمامك”، في إشارة إلى صورة الزعيم الحبيب بورقيبة. ورفض ناشطون على صفحاتهم الاجتماعية تبرير الشواشي ومقارنتها رفع صورة لزعيم وطني يتفق التونسيون على احترامه حتى لو اختلفوا معه سياسيا، برفع صورة رئيس دولة أخرى في برلمان تونسي لمناكفة خصومهم السياسيين، وهي ليست فقط استفزازا للتونسيين بل تدخل في شأن دولة عربية. وقال أحدهم: L_Yes_@ محمد مرسي ربي يرحمو لكن مش دور نواب الشعب التونسي يهزو تصويرتو (يرفعوا صورته) ويتاجروا بيها في مجلس النواب… نفس الشيء بالنسبة لأتباع جمال عبدالناصر وبشار الأسد وستالين. أحنا ولاؤنا لتونس والناس اللي خدمت تونس والمجلس هو مجلس نواب الشعب التونسي. وكتب مغرد: salahoueslati4@ مجلس نواب شعب تونس يشرع في الشعب التونسي ويراقب الحكومة التونسية. يحب يدافع على مرسي عندو فيسبوك الشارع في التلفزيون مش مجلس انتخبه العباد ليحللهم مشاكلهم هم مش مشاكل مصر ولا أي دولة كانت. وخلال الجلسة، عبّر رئيس كتلة الإصلاح حسونة الناصفي عن رفضه رفع صورة مرسي في البرلمان التونسيّ، طالبا من نواب الكرامة رفعها في بيوتهم، وداعيا إلى سحبها حتى يتمّ استكمال أعمال الجلسة العامة. كما اعتبر رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي إقدام كتلة ائتلاف الكرامة على رفع الصورة استفزازا، داعيا المجلس إلى احترام القانون والاهتمام بجدول أعماله المخصص للمصادقة على مشروع قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. كما طلب رفع الجلسة لمدة 15 دقيقة لتهدئة الأجواء تحت قبة البرلمان. وقد اضطر نواب ائتلاف الكرامة إلى سحب الصورة بعد تدخل رؤساء مختلف الكتل النيابية، ما لاقى ترحيبا من رواد الشبكات الاجتماعية، وكتب أحدهم: M_hamed_B____2@ رفع أي صورة لرئيس دولة أخرى في مجلس النواب يعاقب عليه الدستور ويعاقب عليه كذلك قانون الأحزاب تم سحب صورة محمد مرسي. انتصرت العائلة الوطنية. برافو للدستوري الحر وقلب تونس. لا لتدنيس البرلمان. كما أيد ناشطون عرب جهود النائبة عبير موسي في الوقوف بوجه الإخوان وتأكيدها على السيادة الوطنية لتونس، وعبّر مغرد سعودي عن فخره بها، قائلا: aa22222bb@ عبير موسي امرأة عن ألف رجل عربية أصيلة وبنت أصيل لم ترض بالخيانة لدولتها تونس ولم ترض بالخيانة قالت الحق ولهذا وقف الإخونج بوجهها، تحية عظيمة بحجم السماء لعبير. وأعلن النائب صالح شعيب الخميس خلال تصريحات إذاعية، أنه سيقوم مع مجموعة من المواطنين برفع دعوة قضائية ضد الذين رفعوا صور رئيس مصر السابق محمد مرسي داخل مجلس نواب الشعب وكل الذين وقفوا إلى جانبهم، مشيرا إلى أن “هذا العمل تحدّ للسيادة الوطنية”. وأضاف أيضا أن رفع أي صورة لرئيس دولة أخرى هو ولاء للخارج ويعاقب عليه الدستور ويعاقب عليه كذلك قانون الأحزاب. ونوه بأن هناك عددا من النواب لهم تمويلات خارجية ورفع الشعارات والصور داخل المجلس ليس من فراغ. واعتبر ناشطون تونسيون أن الحادثة تشير إلى ولاء حركة النهضة وحزب ائتلاف الكرامة على مجلس النواب إلى تنظيم الإخوان العالمي وليس لتونس، وقالت المحامية التونسية وفاء الشاذلي عبر حسابها على موقع فيسبوك إن رفع صورة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في برلمان تونس يقيم الدليل على أنه مستعمر من التنظيم الدولي للإخوان. وأضافت الشاذلي أن النواب الذين رفعوا صورة مرسي والآخرون الذين لم يعترضوا ليس لهم ولاء لتونس ولا يمثلون شعبها، معتبرة أن ما حدث خيانة عظمى تمر مرور الكرام. وقبل أن تخبو ثورة الغضب على حادثة رفع صورة مرسي في البرلمان التونسي، أثار النائبان غازي القروي وسيف الدين مخلوف ضجة أخرى على خلفية نشرهما لفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرته نقابة أعوان الأمن “سخرية وتهكما على مؤسسة رئاسة الجمهورية وأفراد الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة”. ونددت النقابة في بيان الخميس بمثل هذه الممارسات، معتبرة إياها استهدافا لأعوانها وهياكلها وسخرية من حرفيتهم وجديتهم وانضباطهم. وطالبت النقابة بمساءلة النائبين القروي ومخلوف ووقف ما وصفته بـ”المهزلة”، داعية النيابة العمومية للكشف عن أسباب هذه الممارسات التي تمس من هيبة الدولة ورجال الأمن. وشددت في البيان على ضرورة النأي بجهاز الأمن الرئاسي عن كل محاولة استهتار أو العبث بصورته ودقة مهامه والنأي بالمؤسسة الأمنية أيضا عن التجاذبات السياسية. ShareWhatsAppTwitterFacebook