تونس - لجأ ائتلاف الكرامة، القريب من حركة النهضة الإسلامية إلى عقد تحالف علني مع حزب قلب تونس، الذي يترأسه رجل الأعمال نبيل القروي في تحالف يهدف إلى تقوية الجبهة المناهضة للأحزاب والقوى المدنية والالتفاف أكثر حول الحركة الإسلامية. وأعلن سيف الدين مخلوف، رئيس الائتلاف في تدوينة على صفحته في فيسبوك عن تحالفه مع حزب قلب تونس الليبرالي لـ"شعوره بالخذلان من حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب". وقال مخلوف ""مدحنا التيار والشعب شهورا طويلة من أجل استرجاع بريق الثورة، فقابلونا بالاحتقار والتعالي والازدراء، وتفننوا في وصمنا بأبشع النعوت.. بل وشاركوا في كل المؤامرات والكمائن التي نصبها مرضى المنظومة البائدة.. ورضوا أن يكونوا وقودا وحطبا لحروبهم". وأضاف ""بالمقابل مد لنا حزب قلب تونس، المنتخب من مواطنين تونسيين مثلنا، يديه من اليوم الأول، ورفض علنا أن ينخرط في جوقة الحقد والاستئصال، وتحمل لأجل ذلك خسارة ما يقارب ثلث كتلته، وأعلن بكل وضوح أنه مستعد لتبني كل استحقاقات الانتقال الديمقراطي، وبتمكيننا من الأغلبية اللازمة لتحقيق ذلك.. فماذا كان علينا فعله .. يا جهابذة الثورة ؟؟"". ولئن كان التحالف بين حركة النهضة الإسلامية وائتلاف الكرامة مع قلب تونس غير معلن للرأي العام، فإن تجلياته كانت واضحة منذ أن تمسكت النهضة وائتلاف مخلوف بتوسيع حكومة إلياس الفخفاخ السابقة وضم قلب تونس، وأيضا عند التصويت ضد سحب الثقة من راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي. التحالف بين من كان يتهمه مخلوف بالأمس بالفساد وتكريس منظومة الاستبداد، يراه مراقبون أنه تحالف يهدف لتقوية حزام النهضة ضد كل خصومها وخاصة الرئيس التونسي قيس سعيد. وعرف المشهد البرلماني خلال الأشهر القليلة الماضية تحالفا بين النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة، تحالف كان سببا من أسباب الأزمة بين الحكومة والبرلمان وأيضا بين مكونات الحكومة، واتهام النهضة بتشكيل تحالف مواز مكنها من التحكم في مكتب المجلس بفضل الأغلبية التي بات رئيسها ورئيس البرلمان يتمتع بها وجعلته لا يتوانى حتى عن خرق القانون والنظام الداخلي للمجلس.
مشاركة :