واسيني الأعرج يكشف رهاناته في الكتابة الروائية

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن سلسلتها الحوارية الروائي الجزائري واسيني الأعرج، في أمسية افتراضية، أدارت حوارها الدكتورة زينب الخضيري، والتي افتتحت الأمسية بتعريف باذخ ربطت فيه ضيفها بأعلام الأدب والثقافة. بدوره استهل واسيني الأعرج حديثه بسرد بداياته مع اللغة العربية التي أتقنها في ظرف استثنائي كان المستعمر الفرنسي يفرض فيه تعليمه ولغته الرسمية في كافة مراحل التعليم العام بالجزائر؛ الأمر الذي اضطر الأهالي لإلحاق أبنائهم بالمدارس القرآنية، ومنها شقّ طريقه نحو عوالم الأدب بعد أن وقع بين يديه كتاب ألف ليلة وليلة في قصة طريفة. كما تحدث عن تجربته في المزاوجة بين اللغتين العربية والفرنسية في أعماله ومؤلفاته مشيرا إلى أن ظروف النشأة في الحقبة الاستعمارية جعلت غالب أبناء جيله يتقنون الفرنسية منذ نعومة الأظفار، إلا أنه تحاشى أن يكتب بها أعمالا أدبية وروائية إلى أن اضطر إلى ذلك أثناء حقبة التطرف الديني في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، والتي جعلت أصحاب دور النشر والمكتبات وحتى الأدباء تحت طائلة الاعتداء. مؤكدا اختلاف العالمين اللغوين من حيث التراكيب والأوصاف وحتى "الثيم" والإيقاعات. وحول تجربته في كتابة الرواية التاريخية أشار واسيني إلى ضرورة تداخل السياقات الثقافية والتجارب الإنسانية في كتابة الأعمال الروائية، معتبرا تجربته في الرواية التاريخية محاولة للخروج من أنموذج جورجي زيدان الذي أخفق؛ بعد غلبة القصة العاطفية التي أوردها لتكون وسيطا إلى القضية الأساسية "التاريخ" وانزياح الأخير نحو الهامش، مؤكدا بأن التحدي يتمثل في وضع المادة التاريخية في سياق وصياغة أدبية. وأشار الأعرج إلى أن الفضاء الأدبي يمنح القارئ مساحة وسلطة تساوي سلطة المبدع إن لم تكن أكبر، إلا أنها تبقى في إطارها الأدبي، مشيدا بمستوى المقروئية في العالم العربي، مع التأكيد على أهمية خلق علاقة ودية تجمع الكاتب والأديب بالقراء. واختتم واسيني الأعرج الأمسية بكشف رهاناته في الكتابة الروائية بعد أن أوجزها في: توظيف اللغة باعتبارها كائن حي متفاعل، وبذل جهود مضاعفة ينفصل فيها عن شخصيته حتى لاتشبهه في أعماله الروائية، بالإضافة إلى اصطياد الأفكار والتعويل على ظلال الموضوعات لاستنطاق ما لم يلتفت إليه الآخرون، وأخيرا تقصي عوالم الرواية بكامل تفاصيلها قبل الشروع فيها، مستشهدا بتجربته في رواية «مي» الصادرة سنة 2017، والتي يحكي فيها عن تجربة الأديبة اللبنانية مي زيادة و«ثلاثمائة ليلة وليلة في جحيم العصفورية». د. زينب الخضيري

مشاركة :