لندن - أعلنت الهيئة المستقلة المكلفة بالشكاوى حول قوات حفظ الأمن الجمعة أن تحقيقا واسعا حول مدى التمييز العنصري في الشرطة البريطانية بدأ في أعقاب حركة “حياة السود مهمة”. وأوضح المدير العام للمكتب المستقل لسلوك الشرطة مايكل لوكوود، أن “الحصول على نظرة مستقلة وبيان أدلة سيساعد الشرطة على التعلم والتحسن عند الضرورة”. وأشار لوكوود إلى أنه يرغب بمساعدة الشرطة على “استعادة الثقة” التي تأثرت منذ فترة طويلة بوجود “أدلة على الاستخدام غير المتناسب لسلطاتها”.وقال “إن الأمر يتعلق بتحديد الممارسات الجيدة والسيئة، ومعرفة أين يمكننا إجراء تغييرات حقيقية”. وسيشمل التحقيق في البداية البيانات المتعلقة بالاعتقالات والتفتيش واستخدام القوة ضد الأقليات العرقية. كما سيحقق المكتب في ما إذا كانت الشرطة “لم تأخذ على محمل الجد” الشكاوى أو أنها رفضت منح صفة الضحية لأشخاص لأنهم يتحدرون من هذه الأقليات. وسيقوم المكتب أيضا بجمع شكاوى “أكثر” ضد الشرطة بسبب التمييز، والتي يتم معالجة “معظم” الحالات السنوية البالغ عددها 32 ألف حالة من قبل الشرطة نفسها. وفي عام 1999، وصف تقرير شرطة لندن بأنها عنصرية بشكل منهجي لقتلها قبل ست سنوات مراهقا أسود ستيفن لورانس، ما أثار صدى واسعا وأدى إلى إجراء مراجعة للمؤسسة. وأظهرت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد في عام 2018، أن الأشخاص السود أكثر عرضة للاعتقال والتفتيش بثمانية أضعاف من الأشخاص البيض. وقدمت رئيسة شرطة لندن كريسيدا ديك هذا الأسبوع اعتذارها للعداءة البريطانية بيانكا ويليامز بسبب “المعاناة” نتيجة توقيفها الذي أعقبته عملية تفتيش من قبل الشرطة ولم تثمر عن إيجاد شيء. ومنتصف الشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مراجعة حكومية بشأن “جميع أوجه عدم المساواة” في أعقاب موجة من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في بريطانيا، في خطوة قوبلت بانتقادات ممن اعتبروا أن هدفها تأخير اتخاذ إجراءات حقيقية. وكتب جونسون في صحيفة ديلي تيليغراف إنه تم إحراز “تقدم هائل” في معالجة العنصرية “لكن هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به وسنقوم به”. وأوضح أنه “حان الوقت أن تنظر لجنة حكومية مشتركة في جميع جوانب عدم المساواة في التوظيف والمحصلات الصحية والأكاديمية وجميع مناحي الحياة الأخرى”. وهزّت بريطانيا تظاهرات ضد التمييز العنصري، تخللت بعضها أعمال عنف، في أعقاب وفاة الأميركي الأعزل من أصول أفريقية جورج فلويد أثناء توقيفه من قبل الشرطة في الولايات المتحدة. وقال جونسون في مقابلة إنه يسعى إلى “تغيير الرواية لنوقف الشعور بالأذى والتمييز”، مضيفا “نوقف التمييز ونقضي على العنصرية ويبدأ لدينا شعور بتوقع النجاح”. لكن وزير العدل في حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض ديفيد لامي قال إن عدم وجود تفاصيل بشأن المراجعة الجديدة يشير إلى أنها “كتبت على ظهر عبوة (سجائر) أمس لتهدئة احتجاجات (حركة) حياة السود تهم”. وقال لامي إن الحكومة يجب أن تركز على تنفيذ توصيات العديد من المراجعات التي أنجزت بالفعل، بما في ذلك مراجعة من قبل لامي نفسه بشأن التمييز في العدالة الجنائية. وخلال مظاهرة مناهضة للعنصرية في مدينة بريستول، أسقط المتظاهرون تمثال تاجر الرقيق المحلي إدوارد كولستون. وفي لندن، تم تشويه تمثال رئيس الوزراء إبان الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل. ودفع إسقاط تمثال كولستون المؤسسات في جميع أنحاء البلاد لإزالة أو مراجعة النصب التذكارية المرتبطة بالماضي الاستعماري البريطاني، لكنه أثار أيضا إدانة من السياسيين وكذلك غضبا عاما، لاسيما بعد تغطية تمثال تشرشل خارج البرلمان حتى لا تطاله أيدي المحتجين.
مشاركة :