بشر وحجر / مصر ... مرة أخرى! | اقتصاد

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سألني أحد الأصدقاء عن سر تكرار كتاباتي التي تنضح بالإعجاب بمصر وجهودها التنموية، وأجبته أنه لو لاحظ محتوى تلك الكتابات سيجد أنها تتمحور دائماً حول جهود التنمية البشرية التي تبذلها مصر، لتدريب وتطوير الشباب مركزة على المجالات المهنية والفنية وذلك لإدارة وتطوير مشاريعها التنموية الضخمة بدلاً من الاعتماد على الخبرات الأجنبية. وتطرقت سابقاً لجهود هيئة قناة السويس في التأهيل المهني للفنيين المطلوبين لتشغيل قناة السويس الجديدة والمشاريع القائمة حولها، بالتنسيق مع مراكز التدريب المختلفة كما كتبت عن الاتفاقية الحكومية مع شركة سيمنس لتدريب وتأهيل 500 شاب مصري للعمل في محطات الكهرباء التي تقوم بإنشائها الشركة في مصر، كما كان آخر هذه الأخبار هو ما طالعتنا به الصحف عن قيام القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتدريب المتميزين والمبدعين من الشباب الخريجين وهي مبادرة تمتد على مدى 7 أشهر تهدف إلى تأهيل 2000 شاب في تكنولوجيا المعلومات. وتدل هذه الأنشطة المميزة على العقلية المتفتحة للقيادة المصرية منذ تولي الرئيس السيسي لرئاسة مصر وتعيين المهندس محلب (من رحم القطاع الخاص) لرئاسة الحكومة والذي بدوره أدار الأنشطة الحكومية بمهنية، واحتراف لتحقيق النتائج المميزة ونفض غبار الترهل الذي أصاب الجهاز الحكومي، وساهم في تخلف وتدهور الكثير من الصناعات والحرف التي كانت تشتهر بها أرض الكنانة. هذه العقلية والأسلوب الاحترافي في الإدارة هو الأسلوب الأمثل والذي يستطيع تحقيق إنجازات ونتائج ملموسة، كما أن هذه النوعية من البرامج المهنية والاحترافية التي تستوعب أعداداً كبيرة من المتدربين هو قطعاً ما نحتاج إليه اليوم هنا في الكويت، لتطوير وتأهيل طوابير الخريجين المتزايدة والتي تنتظر دورها للتوظيف. وقد نستطيع أن نتعلم من التجربة المصرية خصوصاً إذا تم الاستعانة بمن مارس العمل في القطاع الخاص لقيادة جهود التطوير والتنمية، أخذاً بالاعتبار أننا نمتلك إمكانات أكبر بكثير عند مقارنة دخل الدولة بالكثافة السكانية وشتان بين الكويت ومصر في ذلك. أعتقد أن الوقت لن يطول حتى نرى مصر وقد أخذت وضعها الطبيعي بين الدول الصناعية الكبرى، وسنشاهد نهضة اقتصادية ملحوظة خصوصاً إذا استمرت الحكومة المصرية في نهجها الإداري الحالي، أما على الجانب الآخر فسنستمر غارقين في سبات عميق غير مدركين للتحديات المستقبلية التي يطرحها تناقص مداخيل النفط، خصوصاً إذا ما استمررنا على أسلوبنا الحالي في الإدارة. والله المستعان...

مشاركة :