بغداد- دخلت عمليات استهداف المنطقة الخضراء المحصّنة في قلب العاصمة العراقية بغداد والتي تضمّ أهم المقار الحكومية والسفارات الأجنبية بما في ذلك سفارة الولايات المتّحدة، منعطفا جديدا باستخدام الطائرات المسيّرة المفخّخة، الأمر الذي يضيف تعقيدا جديدا للوضع الأمني في العراق الذي يواجه صعوبات في استعادة استقراره الضروري لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المعقّدة. وأعلن الجيش العراقي الخميس ضبط طائرة مسيرة تحمل مقذوفا متفجرا قرب المنطقة الخضراء. وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة للجيش، في بيان إنّ مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتّحادية في وزارة الداخلية عثرت على الطائرة المحمّلة بكيلوغرامين من المتفجّرات فوق إحدى البنايات بمنطقة الجادرية في بغداد. وأضافت الخلية في بيانها أنّه “تم تفكيك المقذوف وضبط الطائرة المسيرة”، وأن الأجهزة الأمنية باشرت بالتحقيق في الحادث. والجادرية قريبة من المنطقة الخضراء حيث مقرّ السفارة الأميركية التي كانت عرضة لهجمات صاروخية متكررة اتهمت الولايات المتحدة فصائل عراقية مقربة من إيران بالمسؤولية عنها. وتحمل الطريقة الجديدة في الاستهداف المحتمل للسفارة الأميركية بصمات وكلاء إيران في المنطقة، حيث تذكّر بأسلوب جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن والتي تستخدم طائرات مسيّرة مفخّخة إيرانية الصنع في استهداف مواقع داخل المملكة العربية السعودية. ويصنّف أغلب الملاحظين عمليات القصف التي تتعرّض لها بين الحين والآخر مواقع في العراق تضمّ جنودا أميركيين، وأيضا قصف السفارة الأميركية في بغداد إضافة إلى الاستهداف الذي وقع مؤخّرا لشاحنات مدنية تحمل إمدادات للقوات الأميركية في العراق، ضمن الصراع بين إيران والولايات المتّحدة حيث تستخدم طهران ميليشيات عراقية تابعة لها في محاولة إقلاق راحة الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية أملا في دفع واشنطن لسحب جنودها من هناك. وصدر آخر تهديد إيراني للولايات المتّحدة عن المرشد الأعلى علي خامنئي خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية الأخيرة إلى طهران حيث قال إنّ بلاده لن تسمح بمرور مقتل القيادي في حرسها الثوري قاسم سليماني على يد الجيش الأميركي دون ردّ، واصفا “الوجود الأميركي في أي بلد بأنّه مصدر فساد وتدمير ودمار”، ومضيفا “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتوقع أن تجرى متابعة قرار الحكومة والشعب والبرلمان العراقي بإخراج الأميركيين من العراق لأن وجودهم يتسبب في انعدام الأمن”.
مشاركة :