لندن – كشفت استقالة تحت الضغط لحشمت خليفة، أحد أبرز قيادات منظمة الإغاثة الإسلامية، بسبب تصريحات معادية للسامية عجز منتسبي الجماعات الإسلامية في المهجر عن الاندماج في المجتمعات الغربية، بالرغم من محاولاتهم إظهار عكس ذلك وخداع جهات غربية كثيرة من خلال الظهور بمظهر الاعتدال. وواجهت صحيفة التايمز البريطانية حشمت خليفة (63 عاما) بمنشورات كتبها على مواقع التواصل الاجتماعي يتهم فيها اليهود بالقردة والخنازير، فيما يصف حركة حماس الفلسطينية، ذات الخلفية الإخوانية، بأنها “أطهر حركة مقاومة في التاريخ الحديث”، ما اضطره إلى الاستقالة. واستقال خليفة بعد أن واجهته الصحيفة بما قالت إنه محتويات معادية للسامية كتبها، وهو الأمين السابق ومدير منظمة الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، المنظمة التي وصلت مواردها خلال خمسة أعوام إلى 570 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك تبرعات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وتعد هيئة الإغاثة الإسلامية واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم وتعمل في أربعين دولة وتتعاون مع أوكسفام وكريستيان إيد وسيف ذا تشيلدرن والصليب الأحمر البريطاني، وهي واحدة من 14 جمعية عضوا في لجنة الكوارث. ولم يقف هجوم حشمت خليفة عند استهداف اليهود كمجموعة دينية بل امتد إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي وصفه بـ”القواد ابن اليهود” و”خنزير يهودي” و”خائن صهيوني” و”مجرم صهيوني”. وعند الربط بين الهجوم على مصر واليهود وامتداح حركة حماس سنجد أن حشمت خليفة يعبر عن الخط السائد الذي يهيمن على الجمعيات والمنظمات الإسلامية في الغرب، وخاصة في بريطانيا، وهو خط جماعة الإخوان المسلمين التي تراكم الأموال تحت عدة مسميات وتنفقها في مسارب غير معلومة تثير شكوك المراقبين في المنصة التي يديرها إخوان بريطانيا وأجنداتهم في المنطقة. وقالت المنظمة إن حشمت استقال من مجلس أمناء الهيئة الإسلامية. ولن يكون له أي دور مستقبلي، وأنها “ترفض الإرهاب وتعتقد أن كل أشكال التمييز، بما فيها معاداة السامية، غير مقبولة”. وأكدت أنها “منظمة خيرية دون أي ولاء سياسي” وأنها تعمل لخدمة الناس “من كل الأديان ومنهم من لا دين لهم دون تمييز على أساس العرق أو الدين…”. ويرى مراقبون بريطانيون أن هذا الخطاب المناور يكشف عن طبيعة خطاب جماعة الإخوان المسلمين الذي يتسم بالتناقض والازدواجية وتبني الرأي ونقيضه، متسائلين كيف يمكن أن تقبل هيئة الإغاثة الإسلامية أشخاصا يحملون خطابا عدائيا لأحد مكونات المجتمع الذي عاشوا فيه، ويصعدون في سلم قياداتها دون أن تعرف أفكارهم. وأثارت أنشطة الإخوان في بريطانيا الأنظار في السنوات الأخيرة بسبب شبكات مالية ودعوية وأنشطة تثير شكوكا في ارتباطها بمنظمات مصنفة إرهابية. ويتخذ الإخوان المسلمون من لندن عاصمة لهم يديرون من خلالها أعمالهم وتتركز فيها شبكاتهم الإعلامية والمالية، ضمن أجندة تستهدف أمن دول عربية باتت تصنف كمحور لـ”الشر” وبينها مصر والسعودية. كما تستهدف أيضا عمق الدولة البريطانية، والمجتمعات الغربية، على المدى الطويل. وتمول مثل هذه الجمعيات مراكز لتدريب الأئمة ومراكز دينية ومساجد تحت إشراف الإخوان. وأنشأت جماعة الإخوان هياكل واسعة لها داخل المملكة المتحدة، وبادرت بجمع الأموال وتنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية والقيام بمجموعة واسعة من الأنشطة. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون أمر سنة 2014 بإجراء تحقيق بشأن أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا. وخلص التحقيق الذي قام به السير جون جينكينز سفير بريطانيا السابق في الرياض، بعد حوالي عشرين شهرا من البحث والمتابعة ومراجعة حسابات الجمعيات الخيرية في بريطانيا، إلى أن “الانتماء إلى الإخوان المسلمين بداية الطريق نحو التطرف” وأن “الجمعيات الخيرية والمراكز التعليمية من أبرز المؤسسات التي يستفيد منها الإخوان في تمويل أجنداتهم ونشر أفكارهم”.
مشاركة :