كابول – اتهمت حركة طالبان قوات الأمن الأفغانية، الأحد، بإيقاف متمردين أفرجت عنهم في إطار اتفاق لتبادل السجناء ضروري لبدء محادثات السلام، في وقت بدأ فيه المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد جولة تشمل 5 دول للضغط من أجل إجراء محادثات أفغانية تشهد تعثرا مستمرا. وقالت الحركة إن المديرية الوطنية للأمن احتجزت عددا لم تحدده من المتمردين الذين أطلق سراحهم ضمن برنامج تبادل موقوفين، وحذرت أن كابول “تتحمل مسؤولية العواقب”. وشدد المتحدث السياسي باسم طالبان سهيل شاهين عبر تويتر، على أن عناصر الحركة تعرضوا “للمداهمة والاحتجاز ووضعوا وراء القضبان بشكل مكثف من طرف المديرية الوطنية للأمن في كابول”، فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جواد فيصل إن مزاعم طالبان “خاطئة”. ومثّل تبادل السجناء حجر عثرة كبيرا أمام بدء محادثات السلام بين كابول وطالبان، حيث يفترض أن تفرج الحكومة الأفغانية عن خمسة آلاف سجين من المتمردين، مقابل إفراج طالبان عن ألف سجين من القوات الحكومية. وأفرجت كابول عن أغلب أولئك الموقوفين، لكن المديرية الوطنية للأمن قالت إن بعضهم عادوا إلى القتال. وكان يفترض أن تنطلق محادثات السلام في 10 مارس، لكن جرى تجاوز الموعد بسبب التخبط السياسي في كابول مع تعطل برنامج التبادل. ومنذ ذلك الحين، ارتفع منسوب العنف في أنحاء البلاد، مع شنّ طالبان هجمات شبه يومية على قوات الأمن. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية السبت أن المبعوث الأميركي لأفغانستان، زلماي خليل زاد، غادر واشنطن متوجها إلى أفغانستان في زيارة تشمل أيضا أربع دول أخرى هي بلغاريا والنرويج وباكستان وقطر. ونقلت قناة “طلوع نيوز” التلفزيونية الأفغانية الأحد عن وزارة الخارجية الأميركية قولها إن خليل زاد سيضغط من أجل التوصل لاتفاق بشأن تبادل السجناء وخفض العنف وهما قضيتان أعاقتا التقدم نحو إطلاق محادثات السلام. وفي الدوحة وكابول، سيضغط خليل زاد لتسوية القضايا المتبقية قبل إجراء مفاوضات أفغانية بين الحكومة وطالبان، بالأخص عمليات تبادل أخيرة للسجناء وخفض العنف. وفي إسلام آباد، سيطلب دعم باكستان في الجهود الرامية إلى المضي قدما في المفاوضات الأفغانية، أما في أوسلو وصوفيا، سيطلع المبعوث الأميركي الحليفتين بحلف شمال الأطلسي على مستجدات عملية السلام الأفغانية. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه حول تبادل السجناء، فإن القضية تتطلب جهدا إضافيا للتسوية بشكل كامل. وقال خليل زاد “إنها لحظة حاسمة للسلام في أفغانستان” مضيفا أنها “لحظة مهمة لأفغانستان وربما للمنطقة”. وكان المبعوث الأميركي ندد الأربعاء بهجوم لقوات الحكومة الأفغانية أودى بحياة 45 شخصا منهم مدنيون في غارات جوية على مقاتلي طالبان بإقليم متاخم لإيران في غرب البلاد. والجمعة، قال المتحدث باسم حاكم إقليم فارياب، بشمالي أفغانستان، جاويد بيدار، إن شخصا قتل وجُرح سبعة آخرون في هجمات بقذائف الهاون في الإقليم، في الوقت الذي تبدو فيه محادثات السلام بين الإسلاميين والحكومة أبعد من أي وقت مضى.
مشاركة :