في عادة سنوية مستمرة لعقود من الزمن، ما زال السعوديون يداومون على إحياء أعياد أهالي الحارة، بالالتقاء عقب صلاة عيد الفطر المبارك، وتهنئة بعضهم، وتناول وجبة الإفطار، بما تجود به ربات البيوت من المأكولات والمشروبات الشعبية، بعيدا عن التكلف. ويحرص كثير من أهالي الحي على إقامة هذه العادة بين الجيران ومعايدة بعضهم بعضا، فعلى الرغم من تعاقب الأجيال، واتساع المساحات، تكاد لا تسير بعد صلاة العيد في العاصمة الرياض إلا وتجد الأهالي متجمعين ويتبادلون التهاني والتبريكات، مصطحبين أطفالهم، كي يتوارثوا هذه العادة. ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها صباح العيد عديدا من هذه التجمعات في المساجد التي تعبر عن التقارب واللحمة بين أهالي الحارة، فالأطفال والشباب وكبار السن يجمعهم مكان واحد، يتبادلون الحديث والذكريات، والمواقف السعيدة. ولا يقتصر اللقاء على السعوديين فقط، بل يشمل المقيمين في الحي، الذين يشاركون إخوانهم في فرحة العيد، فيحضرون بملابسهم الشعبية التي تشتهر بها دولهم، حيث تجري العادة أن يكون اللقاء في إحدى الساحات القريبة من المسجد، ويجتمع سكان الحي للمعايدة، وتناول طعام الإفطار، الذي تحرص ربات البيوت على الاستعداد له في وقت مبكر، والذي يعد مقياسا لمدى مهارة ربة البيت في الطهي، حيث يحرصن على تقديم أفضل الأطعمة الشعبية. ويرى الجيران وخاصة من كبار السن أن مثل هذه اللقاءات تزيل كثيراً من الخلافات بين أهالي الحي، وتقوي الصلة بينهم، وفرصة كبيرة لمناقشة كثير من الأمور المتعلقة بهم. من جهتهم، يرى إخصائيون اجتماعيون، أن مثل هذه اللقاءات تزيل كثيراً من الخلافات بين أهالي الحي، وتقوي الصلة بينهم، وفرصة كبيرة لمناقشة كثير من الأمور العامة والخاصة. بينما يرى أهالي الحي أن الالتقاء بالجيران بعد صلاة العيد عادة سنوية اعتادوا عليها في الحي منذ فترة طويلة، فهي من الأشياء التي تعزز الترابط بين سكان الحارة وجماعة المسجد، وتدل على توحدهم. وقال الشيخ إبراهيم العبدالعزيز، أحد أهالي حي الروابي، إنه حريص على معايدة أهالي المسجد بعد العيد، وإنه منذ سكن في الحارة لم يتخلف عن هذا اللقاء، وإن الاجتماع لا يقتصر على أهالي الحارة فقط، بل يشمل عمالة الحي، والإخوة المقيمين، الذين يشاركوننا فرحة العيد. وأضاف العبدالعزيز أنه خلال 30 سنة من سكنه في الحي وهم يقيمون هذه التظاهرة الاجتماعية التي تعزز الروابط بين الجيران، وتسهم في إذابة ما قد يحدث بينهم من خلافات سابقة.
مشاركة :