ضجيج لا ينقطع

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأني الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم إبراهيم القاسم بحديثه عن اللاعبين غير الملتزمين بالحجر المنزلي بعد عودتهم من السفر من الخارج، عندما أشار بأن إلزامهم بالحجر ليس من صلاحيات اتحاد القدم، وبأنه لا يحق للاتحاد أن يتدخل ويمنع أي ناد من مشاركة اللاعب في التدريبات والمباريات، أو حتى معاقبة المخالفين، سواء الأندية أو اللاعبين، إذ رمى بالكرة في ملعب المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها «وقاية»، وهو ما أعتبره شخصياً هروباً من المسؤولية، إذ يفترض أن يضطلع اتحاد القدم بدوره، ويراقب عمل إدارات الأندية بهذا الشأن ومدى التزامها، خصوصاً أن لديه لجنة طبية وأنشأ مركز عمليات مهمته «كورونا» وتطبيق البروتوكولات الخاصة بها. الجهات الصحية المسؤولة بما فيها «وقاية» تعتمد البروتوكولات والإجراءات الاحترازية، وتبقى متابعة تطبيقها مهمة الجهات ذات العلاقة، على سبيل المثال هنالك بروتوكولات خاصة بالمنشآت التجارية، وتتابع وزارة التجارة مدى التزامهم بتطبيقها، وعند مخالفة أي منشأة تجارية فإن ضبط المخالفة ومعاقبة المخالف من صميم عمل الجهة التي تتبع لها المنشأة، وليس «وقاية»، كما قال القاسم! اللاعب غير الملتزم بالحجر المنزلي بعد عودته من السفر، قد يتسبب في ما لا يحمد عقباه، سواء لزملائه في الفريق، أو حتى لاعبي الخصم إذا لعب ضدهم، وأستغرب حقيقة من يقحم ألوان ناديه في هذا الشأن، ويطالب بالتغاضي عن لاعب فريقه الذي ربما يكون «مصدر عدوى» لكل من في ملعب المباراة، من لاعبين وحكام، ومن ثم على المجتمع بأكمله، لأن اللاعبين سيختلطون بعوائلهم بعد المباريات. وربما لو أخذت جولة في حسابات هؤلاء المتعصبين في تويتر، لوجدتهم يقدمون لمتابعيهم محاضرات عن كورونا وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، لكن كل ذلك اختفى بمجرد أن أصبحت الوقاية تتعلق بناديهم، فالتعصب أعماهم إلى درجة أنهم نسوا الجائحة وما تبذله حكومتنا من أجل سلامة المجتمع. مدافع النصر البرازيلي مايكون الذي عاد من تركيا «الموبوءة» بفيروس كورونا، أحدث قرار حجره «ضجيجاً»، وكأنه الوحيد الذي تعرض للحجر المنزلي، فالتعاون فقد مدافعه ماتشادو بسبب الحجر، والشباب كذلك غاب مدربه كاشينيا عن التدريبات، وهنالك حكام أجانب غابوا عن تحكيم المباريات لذات السبب، ولم يحتج أو يعترض أي من التعاونيين أو الشبابيين، وتقبلوا القرار بصدر رحب.   كنت أنتظر من النصراويين أن يشيدوا بقرار حجر مايكون حفاظاً على سلامة مجتمعنا ولاعبي فريقهم، لكن هنالك من صدمني بجهله ومحدودية تفكيره، واستمر ضجيجهم الذي عرفوا به في كل قضية سواء كانوا على حق أو باطل! اتحاد القدم يجب أن يكون شجاعاً، ولا يخاف من أي ضغوطات، عليه أن يقوم بدوره كاملاً فيما يخص «كورونا»، ولا يتهرب من المسؤولية، وأن يضع سلامة الجميع شعار له، لأنه سيصطدم كثيراً بالأندية في المرحلة المقبلة، ربما يمنع لاعبين من المشاركة في المباريات قبل بدايتها بسويعات، وقد يضطر لإبعاد آخرين بسبب «كورونا»، وفي كل مرة سيواجه حرباً قوية واتهامات وحملات، إن لم يواجهها بشجاعة وصرامة ستفلت منه الأمور.

مشاركة :