أقل من خمسة أيام ويتوجه المصريون لاختيار نوابهم في مجلس الشيوخ القادم،وسط أحداث دولية متسارعة وتحديات محلية وإقليمية طارئة ،خصوصًا أن العالم ينشغل منذ أشهر بالتصدي لفيروس "كورونا"وتداعياته.رغم أن الساحة السياسية تزدحم بما يتخطي المائة حزب سياسي تتنوع قياداتها بين رجال أعمال وسياسيين وشباب..إلا أن معظم هذه الأحزاب لا يعرف عنها رجل الشارع شيء اللهم إلا القليل..بل ربما لا يتعرف معظم المواطنين علي أسماء هذه الأحزاب أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة..فهل تستطيع الأحزاب حشد المواطنين إلي الصناديق لدعم مرشحيها أم أن جموع الناخبين سيكون لهم رأي آخر؟؟!!ربما لجأت بعض الأحزاب إلي التكتل في قائمة واحدة برؤية مشتركة وتنسيق فيما بينها، لكنني أعتقد أنه لا يعني أن لدي هذا التكتل قدرة مطلقة لتشكيل أغلبية في مجلس الشيوخ القادم ..فهناك مثل هذا العدد والذي يبلغ مائة عضو يمكن أن يكون في متناول المرشحين المستقلين والمرشحين عن الأحزاب الأخري.إضافة إلي مائة نائب آخر إختيارهم هو حق مطلق لسلطة رئيس الجمهورية..والذي فضل ألا يرتبط إسمه بحزب معين إيمانًا منه بأنه رئيس لكل المصريين..لذلك لن تكون الأغلبية داخل المجلس مسألة سهلة كما يتصور الكثيرين..إن لم تبذل الأحزاب التي تنطوي تحت مظلة هذا التكتل مجهودًا مضاعفًا في دعم مرشحيها من المستقلين.إصرار الدولة علي إقامة هذا الإستحقاق الدستوري رغم صعوبة التحديات والظروف الراهنة والتي فرضتها جائحة كورونا يحمل أكثر من إشارة إيجابية، أهمها أن نزول المصريين بكثافة إلي صناديق الإقتراع سيكون بمثابة رسالة ردع شعبي إلي كل من تسول له نفسه أن يعبث بالأمن القومي المصري ومصالح شعب مصر.حتما سيتيقن من يراهن علي غير ذلك بأن مصر شعبًا وقيادة وجيشًا كيان واحد لايمكن أن ينفصل، أعتقد أن ذلك كان واضحًا جليًا في آخر إستحقاق دستوري دُعيت إليه جمعية الناخبين المصريين،وقت إجراء التعديلات الدستورية الأخيرةوالتي كانت بمثابة دعم جديد من المصريين إلي أمن وطنهم وإستقراره.ليس مهمًا من يفوز بالمقعد من المرشحين المتنافسين علي هذه المقاعد..بل الأهم أن يفوز الشعب المصري في توجية رسائله لمحاور الشر التي تخطط للإيقاع به ليل نهار..ولكن هل يكون لهذه الأحزاب السياسية التي تملأ قياداتها الساحة صراخ معظم الوقت أمام الكاميرات وفي الإحتفاليات القومية دور بارز في هذا العرس الإنتخابي؟؟!!هل يمكن أن يكسب الشارع عدد محترمًا من الأحزاب السياسية التي ستظهر قدرتها في هذا الإختبار و مواصلة العمل الميداني بعد ذلك؟؟!!أم سيقتصر الأمر علي مقرين أو ثلاثة من مقرات هذه الأحزاب التي تخطت المائة..هل سيكون لهم إتصال دائم بالمواطنين بمحاولات تثقيف سياسي ورفع وعي حقيقي ومشاركة فعلية في الدعم الإجتماعي لبعضهم؟؟!! أم سيظل تواصلهم بالشارع كلما دعت الحاجة إلي ذلك علي طريقة الرقص في مقاطع التيك توك؟؟!!
مشاركة :