تخيلوا أن شهر رمضان الماضي كان من المفترض أن يكون شهر الذروة للعمليات الإجرامية لتنظيم داعش في المملكة العربية السعودية ، فقد كان هناك تخطيط للقيام بعملية انتحارية يوم الجمعة التاسع من رمضان في الجامع التابع لمبنى قوات الطوارىء الخاصة بالرياض والذي يستوعب 3آلاف مصلٍّ كما كانت هناك عمليات أخرى في أيام الجمعة تستهدف عدداً من المساجد بالمنطقة الشرقية وفق جدول زمني يبدأ في 18 من شعبان وحتى 23 من رمضان ، كما كان هناك تخطيط لاستهداف مقرات إحدى البعثات الدبلوماسية وكذلك استهداف منشآت حكومية وأمنية في محافظة شرورة ولكن ولله الحمد قامت الجهات الأمنية بتوفيق الله بالتصدي لكل تلك العمليات الإجرامية وإحباطها واستُشهد في تلك العمليات الأمنية 37 رجل أمن ومواطن وأصيب 120 وقتل 6 إرهابيين . رجال الأمن كانوا يقومون بعمل شاق جبار وجهد متواصل فور وقوع الجرائم الإرهابية التي استهدفت المصلين بقرية الدالوة والقديح وتمكنوا في صمت وبهدوء من تتبع خيوط تلك العمليات مما مكنهم من الإطاحة بتنظيم إرهابي كبير في وطننا ينتمي لداعش بلغ عدد أعضائه المقبوض عليهم 431 شخصاً ولازالت الجهات الأمنية تواصل جهودها لكشف المزيد من أعضاء هذا التنظيم أو ممن يرتبط بهم أو يعمل معهم أو يتبنى أفكارهم . كما هو متوقع فقد تم الإعلان أن تلك الخلايا الإرهابية التي تم القبض عليها تنتمي لتنظيم داعش وتدار من الخارج حيث يتم إعداد الخطط والجداول الزمنية الخاصة بتنفيذ العمليات الإجرامية في حين يتم التنفيذ من قبل الخلايا الإرهابية داخل المملكة وذلك بهدف إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى عبر تنظيم يضم متورطين من جنسيات مختلفة معظمهم سعوديون. لم يقف ذلك الإنجاز الرائع في ضبط تلك الخلايا ميدانياً فقط بل تم القبض على مايسمى بالجناح الإلكتروني للتنظيم وهم من المتسترين الذين يقومون بلعب دور التحريض من خلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية والذي يساهمون بدعم ذلك التنظيم الإرهابي من خلال نشر أفكاره المضللة وفتاواه التكفيرية والدعاية له ولطريقة تصنيع الأسلحة الناسفة ، وقد تم القبض على عدد من المعرفين على موقع تويتر وفي مقدمتهم صاحب المعرف ( جليبيب الجزراوي ) والذي قام بتهديد الممثل ناصر القصبي بالقتل . شكراً من القلب لكل رجل أمن وشكراً من القلب لكل من سهر للحفاظ على أمننا واستقرارنا وتقبل الله الشهداء وشفى المصابين وحمى هذه البلاد من كل شر وسوء . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :