التوبيخ للإنجاز | إبراهيم محمد باداود

  • 12/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة عكاظ الأسبوع الماضي خبرًا يفيد بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل «مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس مجلس التنمية السياحية» وبَّخ ثلاثة مسؤولين في محافظات تابعة للمنطقة، وذلك بشأن ضعف أداء إداراتهم فيما يتعلق بتطوير الخدمات المقدمة في محطات واستراحات الطرق السريعة، وقد أشار الخبر إلى أن سمو الأمير أكد في برقية رسمية موجَّهة إلى هؤلاء المسؤولين أن البحث طال في تحسين أوضاع محطات واستراحات الطرق السريعة، وأنه حتى تاريخه لم يلمس أي جهد ميداني على أرض الواقع، عدا ما سمعه وشاهده في العروض والخطط. هذا نموذج لما تعاني منه عدد من المشروعات التطويرية في كثيرٍ من مناطق المملكة، والتي يُعلن عنها وتُوضع لها الخطط والبرامج، ويُحدَّد لها جدول زمني دون أي إنجاز ميداني، بل إنه في بعض الأحيان قد يتم نسيان المشروع، أو تَذكُّره بعد فترة من انتهاء المدة المحددة لإنجازه، وإذا ما كانت هناك مسألة من قبل جهة ما، فالأسباب والأعذار جاهزة، وفي بعض الأحيان يتم تبادل الاتهامات بين الجهات، خصوصًا إن كان المشروع يتضمن عدة جهات خدمية مختلفة لتنفيذه. إنني على ثقة أن الوطن وأبناءه يستحقون أن ينعموا بمشروعات خدمية أفضل مما نحن عليه اليوم، وفي كثير من المجالات، وليس فقط في مجال محطات واستراحات الطرق، كما إني على ثقة أيضًا بأنه على المسؤولين أن يحذوا حذو سمو الأمير خالد بأن لا يعتمدوا على ما يُشاهدونه من دراسات وعروض ومخططات، وفي بعض الأحيان مجسمات هندسية ذات أشكال جمالية بديعة، دون المتابعة الميدانية، فكل ذلك قد يكون في بعض الأحيان حبراً على ورق، بل عليهم، ومن أول يوم للإعلان عن المشروع وتدشينه، أن يعملوا على تلك المتابعة الميدانية، وليس فقط التقارير المكتوبة، وأن يكون لديهم خطط يتم من خلالها قياس نسبة الإنجاز بشكل شهري، وأن تربط المناصب القيادية بالإنجازات الميدانية، فمَن يُنجز يستحق الاستمرار والتقدير، ومن لا ينجز فلا بقاء له ولا استمرار. منهج التوبيخ من المناهج الإدارية الناجحة، ولكنها تحتاج إلى شجاعة كما تحتاج إلى ضمير حي يقظ يعرف حق المسؤولية، ويتفانى من أجل خدمة الوطن والمواطن. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :