التشهير في اللغة من الإشهار وهو الإيضاح والظهور وهو ضد الإسرار والإخفاء . واليوم ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة ومن خلال التطورالتقني وانتشار شبكة الإنترنت فقد أصبح التشهير ذا أشكال متنوعة ونماذج مختلفة وخرج عن إطاره المنصوص عليه في بعض الأحكام القضائية والمتمثل في كثير من الأحيان أن يكون إعلاناً ينشر في عدد من الصحف المحلية فأصبح لدينا تشهير بالصورة أو تشهير بالخبر أو تشهير بقرار أو حتى من خلال الإعلان عن مستوى أداء جهات مختلفة في نشاط واحد عبر قوائم محددة والمفاضلة بينها والإشارة إلى الجيد والأقل جودة فيها . الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة أنه حرصا منها على سلامة المرضى ومنسوبيها فقد قامت بإغلاق مستشفى ( الحجرة ) بمنطقة الباحة في خطوة بينت من خلالها أن سلامة المرضى تعد أولوية قصوى ،كما أشارت الوزارة أنها لن تتوانى عن إغلاق أي مستشفى يتبعها إذا لم يحقق معايير السلامة الأساسية ، وفي هذا الأسبوع نشرت صحيفة عكاظ في عددها رقم 18325 والصادر يوم الجمعة الماضية خبراً بعنوان : ( التعليم ) : التشهير بالمدارس « غير المنضبطة « في الأسبوع الميت إذ أفادت الصحيفة بأن مصادرها علمت بأن الوزارة قررت نشر ترتيب إدارات التعليم طبقاً لنسب غياب الطلاب والطالبات في الأسبوع الذي يسبق الإجازة الفصلية والمتعارف عليه بالأسبوع ( الميت ). التشهيرعقوبة شرعية تصدر بناء على مخالفة أنظمة وقوانين أقرتها الدولة وأقرت عقوبة التشهير بها ويتم تطبيق هذه العقوبة بناء على حكم قضائي نهائي من قبل الجهات المختصة ، وعلى الرغم من أن البعض قد يستخدم التشهير كوسيلة للتهديد أوالعقاب أو وسيلة يعتقد أنها قد تساهم في تطوير أوتحسين الأداء أو للتحفيز لبذل جهد أفضل ، إلا أن هذه الوسيلة يجب أن تراعي الأنظمة والقوانين الموجودة بحيث لايتم نشر اسم جهة ما والتشهيربها إلا بعد التأكد من مطابقة هذا الإجراء للأنظمة الموجودة . لقد واجه القطاع الخاص أساليب مختلفة من التشهير سواء بحكم قضائي أو بدونه ، وها نحن اليوم نجد بعض الجهات الحكومية تلجأ إلى ( التشهير ) وهي خطوة إيجابية لرفع مستوى الشفافية في تلك الجهات والتعريف بالمقصرين والمتهاونين وإعلان تلك الجهات عن مستويات أداء أقسامها والقطاعات التابعة لها فيتم تكريم المحسن ويتم التشهير بالمسيء ، ولكن جميع ذلك يجب أن يتم وفق تلك الأنظمة والمعايير والضوابط التي تضمن للجميع وجود آلية عادلة للتشهير تحافظ على حقوق جميع الأطراف وتعطيهم الحق للدفاع عن أنفسهم وحماية سمعتهم من العبث بها بأي شكل من أشكال التشهير. Ibrahim.badawood@gmail.com