نقطة ضعفنا الأصدقاء، نحبهم، ونتعلق بهم، ونعطيهم كل شيء، وقد نتجاوز في محبتهم لحد الإغراق، وبعدها نكتشف كم كنا مخدوعين بهم، والسبب أن الأصدقاء يدخل إلى قلوبهم الحسد ضدنا بسرعة متناهية، مما يسهل عمل الشيطان في تزيين خيانتهم لنا. نقلاً عن دهاقنة السياسة قولهم، ليس في السياسة أصدقاء، إنما هناك مصالح، ومن كانت مصلحتنا معه فهو صديقنا، وتروي كتب التاريخ، تولى عرش بيزنطه مايكل الثالث الشاب المتألق، بعد وفاة والده، وله صديق فارس يدعى بسيولس، فأغدق الملك الصغير على صديقه الألقاب، والمال، والمناصب، وقتل حتى أقرب الناس إليه بدافع، الغيرة لإبقاء هذا الشاب بجواره، وعندما تقلصت أموال بيزنطة، طلب الملك من صديقه بسيولس، الذي أثري من قربه للملك، رد الجميل، فامتنع، بل حين أحس بفقر الملك، وضعفه، انقلب عليه واستولى على العرش، وحمل جنده رأس الملك في شوارع المدينة، لذلك يقال اللهم قني شر أصدقائي، وأتولى أنا أمر أعدائي. في كليلة ودمنة، استجارت حية بالفلاح من الصيادين، فسمح لها بالدخول إلى ثوبه، وعندما زال الخطر رفضت الخروج لأن جوفه دافئ، فاستعان بمالك الحزين، ليدخل منقاره ويخنقها، وبعد أن قتلها، قال له الطير، لن يزول أثر سم الحية حتى تأكل سبعة طيور، فقال أبدأ بك. في بيئة العمل عندما توظف صديقاً، سوف يعتمد على حسن العلاقة، فيتهاون في أداء الواجبات، لأن العفو قريب، بينما لو قرَّبت عدواً، وأعطيته الوظيفة، سوف يتفانى في الإخلاص لك، حتى يبعد الشبهات السابقة، لذلك كانت العرب تقول احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الثاني، اذا لم يكن عندك أعداء فاصنعهم، لكن احذر الأصدقاء، فسرعان مايحسدونك ويخترقونك، لمعرفتهم نقاط ضعفك.