إيمان عبدالله آل عليكثيراً ما تصلنا فيديوهات على هواتفنا، عن مشكلات أشخاص قرروا طرحها علناً، وكسر الخصوصية، وتوثيقها صوتاً، وفي أحيان أخرى يدعمها بالصورة الشخصية والاسم الكامل؛ فما الأسباب التي دفعت هؤلاء لنشر مشكلاتهم علناً ؟ ولماذا لجأوا لتلك الطريقة لحل الإشكالية؟ الواقع، أنهم قدموا مشكلاتهم عبر القنوات الرسمية، كالاتصال بالمؤسسة وتقديم الطلب والمتابعة وتقديم الشكوى بكل الطرق، ولكن تأخر الرد عليهم أياماً وأحياناً أشهراً وبعضها قد يتأخر الردّ سنة؛ فلم هذا التأخير؟ بعض الجهات - والتعميم غير وارد - تهتم بالشكوى فوراً، في حال طرحت الشكوى عبر شاشات التلفاز وبرامج الإذاعة والصحف ومواقع التواصل، بل تسابق لحلها، وقد تكون الشكوى نفسها وصلتها عبر القنوات الرسمية التي حددتها، لكن تتأخر في حلّها والتعليق عليها. لماذا لا يهتم المعنيون بالشكوى، كما لو أنها قدّمت في وسائل الإعلام؟ لماذا تُحل الشكاوى خلال يوم أو ساعات، إذا قدمت علناً، وجرى تداولها على نطاق واسع، في حين تبقى حبيسة الأدراج، إن قدمت بالطرق الرسمية؟ المسؤول مهما كان منصبه ومكانته وضعت القيادة الثقة فيه، وهو مسؤول عن حل جميع إشكالات المتعاملين عبر فريق العمل الذي يديره، فمتابعة الشكاوى والطلبات التي قد يتأخّر الرد عليها مطلب ضروري، حتى لا يضطر المواطن إلى الإعلان عن مشكلته مكسور الخاطر، خاصة أن بعض المشكلات تجرح صاحبها عند الإفصاح عنها، وبعض المسؤولين الذين يعلنون بأن أبوابهم مفتوحة للجميع، هم الذين أوجدوا سداً منيعاً بينهم وبين المتعاملين. ولا ننسى الزيارة المفاجئة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإحدى الجهات الحكومية قبل بضع سنوات، وقال حينها «مررت بدائرة حكومية بشكل مفاجئ، فتعجبت من كثرة المديرين خلف الأبواب المغلقة، فأمرت بنجار في اليوم نفسه لخلعها جميعها». سعادة العملاء أبسط وأجمل، وهي حق لكل مواطن ومقيم وزائر لأرض الإمارات، فالإمارات أرض السعادة والعطاء، وهي أرض الجميع ؛ والشكوى تقهر المتعامل وتجعله يعيش في حالة من الاستياء مهما كانت خفيفة. المطلوب التخلي نهائياً عن إخضاع حل المشكلة مهما كانت صغيرة لعقدة التأجيل أو وضع ذرائع دون حلها، فيجب ألّا نواجه المشكلة بالمشكلة، بل حلها فوراً، دون الحاجة لتردد المتعامل على المؤسسة عشرات المرات، أو بث مشكلته علناً. ولا ننسى كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إني وشعبي نحب المركز الأول»، فلنصل إلى مركز الأول في رضا المتعاملين، ولا نريد أن نسمع شكوى لأم مكلومة في قنوات التواصل، أو الخط المباشر، أو الإعلام المرئي والمكتوب، أو شكوى باحث عن عمل، أو رب أسرة ينتظر سنوات للردّ على طلبه... فهؤلاء جميعاً يطالبون بحقهم في الحياة.Eman.editor@hotmail.com
مشاركة :