حزب الأصالة والمعاصرة المغربي يستعد لقطيعة مع العدالة والتنمية | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب

  • 8/10/2020
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط- مع بدء العد العكسي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة يكثف حزب الأصالة والمعاصرة المغربي من تحركاته من أجل وأد الخلافات الداخلية ما يجعل الحزب قادرا على إعادة النظر في علاقته مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي. وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارض) عبداللطيف وهبي في نداء وجهه إلى أعضاء حزبه أن بعض الأحزاب “دفعونا للصراع المفتعل الدائم مع قوى أخرى، وكأننا خلقنا للحرب بالوكالة، وغيرها من علاقات اللاتوازن مع باقي الأطراف الحزبية، مما أثر بشكل كبير على صورتنا وسط الرأي العام الوطني”. وتابع وهبي بمناسبة الذكرى الـ12 لتأسيس الأصالة والمعاصرة، أن “أحزابا أخرى بنت علاقاتها معنا بنوع من الضبابية والاستغلال، تحتمي بقوة حزبنا ليلا، وتدعي خوفها منه نهارا، فكانت النتيجة التموقع المريح داخل مختلف الأغلبيات الحكومية”. تداول على حزب الأصالة والمعاصرة، خلال الـ12 سنة منذ تأسيسه في العام 2008، 6 شخصيات على منصب الأمين العام، آخرهم المحامي والبرلماني عبداللطيف وهبي ويرى مراقبون أن وهبي يشير إلى الصدام الذي عرفته الساحة السياسية بين حزبه والعدالة والتنمية في مرحلة ما قبل قيادته. وقد عمل وهبي، على خفض التوتر مع الحزب الإسلامي ما جعل بعض قياديي تنظيمه السياسي يتهمونه بموالاة العدالة والتنمية والتنكر لقيم الحزب الحداثية. وأوضح وهبي، أن “الأصالة والمعاصرة حزب بمرجعية حداثية واضحة تحاور الجميع وتحترم الجميع.. ولنا علاقات احترام وحوار مع جميع الأحزاب.. لا تحالف لدينا اليوم.. لنا تنسيق واضح مع أحزاب المعارضة احتراما لمكانتنا وللشعب المغربي وللدستور”. وأجمعت قيادات من الأصالة والمعاصرة، في تصريح لـ”العرب”، أن الحزب يجب أن يتوجه نحو الاستحقاقات المقبلة بخطى ثابتة تنسجم مع التوجهات العامة للحزب وعلى رأسها الحداثة والديمقراطية المنفتحة. وفي ما يتعلق بموضوع العلاقات مع باقي الأحزاب أكد القيادي بالأصالة والمعاصرة عبداللطيف الغلبزوري، أن تصور رئيس الحزب، مبني على إعادة نسجها والتخفيف من حدة التوترات التي كانت تربط الأصالة والمعاصرة بهذه الأحزاب، وهو أمر “اعتبره شخصيا بمثابة أمر عادي في الممارسة السياسية”. أما بخصوص العلاقة مع العدالة والتنمية، فقد أكد الغلبزوري، أنه من خلال الرسالة وعدد من تصريحات الأمين العام للحزب، فـ”العلاقة مع هذا الحزب ينبغي أن تكون عادية كما هي مع باقي الأحزاب دون التطرق لموضوع التحالف معه”. وبشأن الأصوات المعارضة للقيادة الحالية، اعتبر الغلبزوري، أن “الأمر بالنسبة لي عادي في حياة أي حزب، إذ لطالما كان هذا الأمر في مراحل سابقة من عمر الحزب.. ولكني أظن أن الجهود ستتكاثف لتقريب وجهات نظر كافة مكونات الحزب وتمكين هياكله ومؤسساته من الاستفادة من كافة كفاءات الحزب وأطره”. وتداول على حزب الأصالة والمعاصرة، خلال الـ12 سنة منذ تأسيسه في العام 2008، 6 شخصيات على منصب الأمين العام، آخرهم المحامي والبرلماني عبداللطيف وهبي، وقد شكل الحزب أول قوة معارضة في البلاد، بفريق يضم 102 برلماني. وفي خضم ما يعيشه حزب الأصالة والمعاصرة من انقسام داخلي، قال الغلبزوري إن “أسباب وجود الحزب ما تزال قائمة. والأكيد أنه سيلعب أدوارا مهمة ورئيسية في المستقبل وسيساهم بكل مكوناته في بناء المغرب الحديث، مغرب الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان والعدالة المجالية والكرامة الاجتماعية”. وشدد وهبي على أن “البام” (تصغير لاسم الحزب) يسعى “للاحترام المتبادل مع جميع الفرقاء السياسيين، والاختلاف الراقي معهم حول التصورات والبرامج بشكل واضح وعلني، لن نسمح بعد اليوم بإقحام الحزب برمته في الاختلافات الشخصية أو الصراعات الذاتية”. ويرى مراقبون أن الأصالة والمعاصرة يحاول بمجهودات أمينه العام المرور الآمن نحو الانتخابات المقبلة وهو موحد الصفوف الداخلية، كي يستطيع الوقوف أمام منافسيه وعلى رأسهم العدالة والتنمية، موضحين أن نهجه المعتدل في التعامل مع المتغيرات على الساحة السياسية، هي بمثابة خطة انتخابية كي لا يركب العدالة والتنمية على خلافه الأيديولوجي معه كما في السابق لاستقطاب أكبر عدد من المتعاطفين مع برنامجه. ولزرع الثقة في جسم الحزب وتطويق أي نزعة انشقاقية، قال وهبي إن “البام” “كمشروع سياسي مختلف، متميز، بل أجزم أنه مشروع فريد من نوعه بكل المعايير، سواء من حيث طينة النساء والرجال الذين زرعوا نواة الفكرة، أو من حيث المسار التأسيسي المتميز الذي انطلق بحوارات سياسية في إطار حركة لكل الديمقراطيين، وبحوارات ثقافية مفتوحة في وجه الجميع”. وفي هذا الإطار أكد البرلماني عن الأصالة والمعاصرة محمد الحمامي أن “تنظيمه السياسي مقبل خلال العام القادم على استحقاقات مهمة ويجب أن يكون في مستوى اللحظة والحدث معا لتحقيق مرتبة مشرفة كي يبقى قويا سياسيا وتنظيميا على مختلف الأصعدة”. محمد ماموني العلوي

مشاركة :