الدبلوماسية لا تبعد خيار المواجهة بين اليونان وتركيا | | صحيفة العرب

  • 8/13/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أثينا- تقود اليونان تحرّكات دبلوماسية حثيثة على مستوى الاتحاد الأوروبي والحليف الأميركي للجم الاستفزازات التركية في البحر المتوسط، إلا أن مراقبين يشككون في نجاعة هذه الخطوات، ما يبقي خيار المواجهة العسكرية التي لوّحت بها أثينا في وقت سباق قائمة بقوة. ويلتقي وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الجمعة في فيينا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في إطار ماراثون دبلوماسي تنظمه أثينا لحشد المجتمع الدولي بشأن الخلافات اليونانية التركية في شرق البحر المتوسط. وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان مقتضب الأربعاء، إن “المحادثات ستركّز على التطورات في شرق البحر المتوسط في ظل تصاعد الاستفزاز التركي”، فيما يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة الجمعة بطلب من اليونان لبحث سبل التصدي للتصعيد التركي في المتوسط. وتطالب أثينا شركاءها الأوروبيين بممارسة ضغوط قصوى على تركيا عبر فرض المزيد من العقوبات عليها، إلا أن هذا المقترح الذي يستوجب موافقة جميع الدول 27 الأعضاء يصطدم بتحفظات ألمانية وإيطالية. ويقول مراقبون إن اجتماع زعماء الدول الأعضاء لن يخرج بنتائج ترضي اليونان وتغضب تركيا، مرجّحين أنهم سيقتصرون على إصدار بيان تنديد لن يكون كافيا لردع الاستفزازات التركية. وتدرك أوروبا أكثر من أي وقت مضى أن تركيا أصبحت عبئا ثقيلا في ظل النهج الصدامي الذي ينتهجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضاربا عرض الحائط بالقيم الأوروبية التي على أساسها يحدد الاتحاد الأوروبي علاقاته الخارجية، إلا أن ملفات شائكة على غرار ملف الهجرة يكبّل اتخاذ موقف رادع. ويرى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أوروبي، أن أوروبا تحتاج إلى اتفاق موسع مع تركيا يمكن أن يسفر عن إطار لحسم النزاعات القصيرة وطويلة المدى والتي تغطي الطاقة والحدود البحرية والنزاع القبرصي. وقال وزير الدفاع اليوناني السابق إيفانجيلوس أبوستولاكيس، إنه لا يوجد أي طرف سيفسد علاقاته مع تركيا من أجل اليونان. وأكّد أبوستولاكيس أن اليونان ستبقى على الأرجح وحيدة في التوتر الذي تشهده حاليا مع تركيا حول شرق البحر المتوسط. وتابع في تصريح لقناة “Mega” إنه “ليس من الوارد أن يفسد أي طرف علاقاته أو ينخرط في صراع مع تركيا بسبب قضيتنا”. وأشار الوزير اليوناني إلى أن الضغوط القادمة من بلدان أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، خفيفة في الوقت الراهن. وكانت الولايات المتحدة قد دعت في وقت سابق السلطات التركية إلى وقف جميع أنشطة التنقيب غير القانونية عن الغاز في المتوسط وتجنب الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة. وتفاقم التوتر الاثنين عندما أرسلت أنقرة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس ترافقها سفن لسلاح البحرية التركي، إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بشرق المتوسط. وبحسب أثينا، فإن سفن سلاح البحرية التركي كانت الأربعاء على مسافة 60 ميلا بحريا جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، أي على الجرف القاري ما يشكل “انتهاكا” للحدود البحرية، كما أن الأسطول البحري اليوناني موجود في المنطقة “لمراقبة” النشاطات التركية بحسب مصدر في وزارة الدفاع. وقد أثار اكتشاف حقول غاز شاسعة في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية الدول التي تملك حدودا بحرية وزاد من التوترات بين تركيا واليونان والدول المجاورة والحلفاء في حلف شمال الأطلسي. وفي إشارة إلى أن التوتر الحالي قد يتفاقم، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء، إن بلاده ستكثف عمليات البحث عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط ولن “تتنازل” عن حقوقها. وفي تصعيد يعكس حدة التوتر في المنطقة، نشرت البحرية اليونانية بوارج عسكرية في بحر إيجة بعدما أعلنت حالة “التأهب” بسبب الأنشطة التركية لاستكشاف الطاقة. وقال مسؤول يوناني، فضل عدم الكشف عن اسمه إنّ “الوحدات البحرية تم نشرها في جنوب وجنوب شرق بحر إيجة”، رافضا الكشف عن المزيد من التفاصيل.

مشاركة :