تعريف القراء بالغربة والغرباء | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مِن عَادَاتي الجيّدة؛ أنَّني أستَغلُ أوقَات الفَرَاغ، في مُراجعة بَعض كُتب السَّلَف، التي قَرأتُها قَبل سَنوَات طَويلة.. أعود إليهَا لتَجديد العَهْد بِهَا، واستذكَار بَعض القِيَم والمَضَامين التي تَحتويها، وهَا أنَا اليَوم أقرَأ كِتَاب: «كَشْف الكُربَة في وَصف حَال أَهل الغُربَة»، للإمَام «الحافظ بن رجب الحنبلي»..! إنَّ الأسئلَة تَتبَادر إلَى الذِّهن لنَسأل: مَا هي الغُربَة؟.. وبالتَّالي: مَن هُم الغُربَاء؟ وللجوَاب عَن هَذين السُّؤالين، نَجد أنَّهما مُتلازمَان، فالغُربة تُعرِّف الغُرباء، والغُربَاء يَشرحون مَعنَى الغُربَة..! في مُقدِّمة الكِتَاب، بَدَأ المُؤلِّف بتَعريف الغُربَاء، حَيثُ يَقول: (الغُربَاء هُم الذين أشَار إليهم سيّد البَشَر -صلّى الله عليه وسلّم- في قَوله: «بَدَأ الإسلَام غَريبًا، وسيَعود غَريبًا كَما بَدَأ، فطُوبَى للغُربَاء»، قِيل: ومَن الغُربَاء يَا رَسول الله؟ قَال: «الذين يَصلحون إذَا فَسَدَ النَّاس». وقال الإمَام «أحمد بن حنبل»: حَدَّثنا «عبدالرحمن بن مهدي» عَن «زهير بن عمرو بن أبي عمرو» -مولى المطّلب بن حنطب- عَن النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قَال: «طُوبَى للغُربَاء». قِيل: يَا رَسول الله، ومَن الغُربَاء؟ قَال: «الذين يزيدون إذَا نَقص النَّاس»)..! أكثَر مِن ذَلك، يَقول المُؤلِّف: (وفي حَديث «عبدالله بن عمرو» قَال: قَال النَّبي الأمين -صلّى الله عليه وسلّم- ذَات يَوم ونَحن عنده: «طُوبَى للغُربَاء». قِيل ومَن الغُربَاء يَا رَسول الله؟ قَال: «نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِير، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ»)..! ويُضيف المُؤلِّف أيضًا: (أنَّ الإمَام «أحمد بن حنبل» قَال في مَسنده: حَدّثنا «الهَيثم بن جميل»، حَدّثنا «محمد بن مسلم»، حَدّثنا «عثمان بن عبدالله بن سليمان بن هرمز»، عَن «عبدالله بن عمرو»، عَن النَّبي الكَريم -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قَال: «إنَّ أَحَبّ شَيء إلَى الله الغُربَاء». قِيل: ومَن الغُربَاء؟ قَال: «الفرّارون بدِينهم، يَجتمعون إلَى عيسى بن مريم -عَليه السَّلام- يَوم القيَامة»)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نَدعو الله أنْ نَكون مِن الغُربَاء، الذين تَتوفَّر فِيهم مَا وَرَد أعلَاه مِن الصِّفَات..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :