تعريف العموم بالكاتبة «أم كلثوم» (2-2) | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كَتبتُ يَوم أَمس عَن «أُم كلثوم» التي تَكتُب، ولَيست التي تُغنِّي، فقَد استَقيتُ مَقالاً لَهَا مِن مجلّة «الضّاد» الحَلبيّة، التي يُصدرها النَّاشِر الصَّديق «رياض حلاّق»، حَيثُ خَصّصت «الضَّاد» عَدَدًا بعنوَان: «مِن نَوادِر الضّاد»، أَورَدَت فِيهِ مَقَال «أُم كلثوم» كَامِلاً..! واستكمَالاً لمَقَال يَوم أَمس، نَستَعرض اليَوم عيُوب النُّكتَة، التي فَصّلتهَا السيّدة المُطرِبَة الكَاتِبَة «أُم كلثوم»، حَيثُ تَقول: (مِن الأخطَاء، أنْ يُحاول قَائِل النُّكتَة شَرح بَعض عِبَارَاتها، فيَتوقَّف عَن سَرد النُّكتَة، ليَضع لَها مُذكّرة تَفسيريّة، قَد تَطول إلَى أنْ يَنسَى النُّقطَة التي تَوقَّف عِندَهَا، فيَعود ليَسأل السَّامعين مَثلاً: نَرجع مَرجوعنا.. آه مِن حَقّ أنَا وَصلت لحَدّ فِين؟ وعِندئذٍ يَتثَاءب المُستمعون، ويَضيع جَمَال النُّكتَة بهَذا «الغشم»)..! إنَّ التَّردُّد، مِن الأخطَاءِ الشَّائِعَة -أيضًا- في فَنّ إلقَاء النُّكتَة، حَسب رَأي السيّدة «أُم كلثوم»، حَيثُ تَقول: (يَبدأ الرَّاوي في إلقَاء النُّكتَة، ثُمَّ يَتوقَّف فَجأة ليَسأل الحَاضرين: إيه.. عَارفينها؟ وقَد يُؤكِّدون لَه أنَّهم لَا يَعرفونها، ومَع ذَلك تَرَاه يَعود فيَصرّ عَلى سُؤاله: صَحيح؟ إزَاي؟ بَقَى بالذِّمة مَا سمعتوش النُّكتَة؛ بَتَاعة غَني الحَرب اللي رَاح يقطع تَذكرة في السّينمَا، وبَقى يَرجع يَشتري كُلّ مَا الرَّاجِل اللي عَلى البَاب يَقطع التَّذكرة؟ ويَعود المُستمعون فيُؤكِّدون أنَّهم لَم يَسمعوها مِن قَبْل، وعِندئذٍ يَقتنع، فيُحاول سَرد النُّكتَة، وبطَبيعة الحَال لا يُصغي إليهَا أَحَد، لأنَّ حَضرة المنكّت لَم يَترك مِنها شَيئًا لَم يَذكره، وهكَذا تَضيع حَلَاوة النُّكتَة)..! والنِّسيَان أيضًا مِن آفَات النُّكتَة، حَيثُ تُضيف «الستّ» أُم كلثوم قَائِلَة: (ثم خَطأ آخَر يَقع فِيهِ المنكّتون الجُهلاء، ذَلك أنَّ الوَاحِد مِنهم يَبدَأ في سَرد إحدَى النّكات، وبَعد أنْ يَصل إلَى نِصفها، يتذكَّر أنَّه نَسي مِنها شَيئًا، فيَتوقّف ليَقول مَثلاً: «لَا، أنَا نَسيت حَاجَة»، ثُمَّ يَعود ليَسرد النُّكتَة مِن جَديد، بالشّكل الذي يَرَاه أَصْوَب، ولابدّ حِينئذٍ مِن أنْ تَفتر حَرَارة النُّكتَة، مَهما كَانت دَرجة حَرَارتهَا، بسَبب تَبلُّد بَديهة الرَّاوي)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُحرّض مُحبّي السيّدة «أُم كلثوم»؛ ليُخرجوا لنا تُراثها الكِتَابي -إن وُجد- لنَضمّه إلى تُراثها الغِنَائي..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :