رد هادئ من قيس سعيد على المزايدات بشأن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي | خالد هدوي | صحيفة العرب

  • 8/21/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ترقب طويل، خرج الرئيس التونسي قيس سعيّد عن صمته ليفصح عن موقف تونس من التطبيع الإماراتي -الإسرائيلي حيث أكد أن الدول حرة في اختياراتها وأن بلاده لا تتدخل في إرادة هذه الدول وهو موقف لا ينسجم مع ما أعلن عنه رئيس البرلمان راشد الغنوشي في بيان تنصل منه بعض النواب التونسيون، وكذلك شخصيات أخرى رأت فيه مزايدة في القضية الفلسطينية. تونس – قطع الرئيس التونسي، قيس سعيّد، الأربعاء الطريق أمام الإسلاميين وأطراف أخرى في تونس سعت إلى تحقيق أهداف سياسية والمزايدة على الموقف التونسي في شأن تطبيع دولة الإمارات مع إسرائيل حيث أكد الرئيس سعيّد دعمه للفلسطينيين واحترامه لإرادة الدول الأخرى. وأكد الرئيس سعيّد موقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني، وثقته في أن الشعب الفلسطيني سيسترد حقوقه المشروعة، مجددا التأكيد على أن هذا الحق ليس صفقة ولا بضاعة أو مجرد سهم في سوق تتقاذفه الأهواء والمصالح. وأضاف لدى استقباله بقصر قرطاج سفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم أن الحق الفلسطيني لن يضيع ما دام هنالك أحرار. وأوضح قائلا ’’إننا لا نتدخل في اختيارات الدول ولا نتعرض لها.. ونحن نحترم إرادة الدول، فهي حرة في اختياراتها وأمام شعوبها‘‘ مضيفا ’’لكن لنا أيضا مواقفنا التي نعبر عنها بكل حرية، بعيدا عن إصدار بيانات للتنديد بهذا الموقف أو ذاك‘‘. وأشار إلى أنه من المفارقات اليوم هو أن يندد البعض بالشيء ونقيضه في إشارة على ما يبدو إلى بيان البرلمان التونسي الذي يرأسه رئيس حركة النهضة الإسلامية الذي ندد بالخطوة الإماراتية. وكانت حركة النهضة الإسلامية قد رفضت في وقت سابق المصادقة على مشروع قانون يستهدف تجريم تطبيع تونس مع إسرائيل. وأكد الرئيس قيس سعيّد على أن فلسطين رسالة سلام في العالم حين تسترجع حقها وتقيم دولتها وفق المرجعيات الدولية. وعبر عن ارتياحه لتوحيد المواقف بين القيادة الفلسطينية وبقية القيادات، معربا عن أمله في أن يتجاوز الفلسطينيون خلافاتهم وانقساماتهم من أجل تعزيز تماسكهم بما يخدم القضية التي ستبقى القضية المركزية لكل الأحرار في العالم. باسل الترجمان: نتمنى أن يدين راشد الغنوشي تطبيع تركيا وقطر مع إسرائيل باسل الترجمان: نتمنى أن يدين راشد الغنوشي تطبيع تركيا وقطر مع إسرائيل ونقل هايل الفاهوم من جهته تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل القيادات الفلسطينية للرئيس قيس سعيّد، مؤكدا على تقدير فلسطين للموقف التونسي الثابت والواعي قيادة وشعبا ولدعم تونس المطلق للحق الفلسطيني. وأضاف أن تونس أثبتت موقفها الثابت تجاه الحق الفلسطيني بالفعل وليس بالكلام وأنها ليست داعمة فقط بل هي مشاركة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع حقه. وحاولت أطراف سياسية في تونس محسوبة على النهضة استغلال موقف الرئيس سعيّد خلال الحملة الانتخابية عندما قال إن “التطبيع خيانة عظمى وأن العرب في حالة حرب مع كيان غاصب ومحتل” لتسجيل نقاط سياسية ضده. وأدانت رئاسة البرلمان التونسي تطبيع الإمارات مع إسرائيل معتبرة أن في ذلك “تعديا على الشعب الفلسطيني وقضيته”. ويرى مراقبون أن الموقف التونسي واضح وجلي، لكن هناك مساعي من بعض الأطراف ولاسيما حركة النهضة الإسلامية لاستغلاله وتطويعه بما يتلاءم ومصالحها وخدمة لأجنداتها محليا وإقليميا. وأفاد المحلل السياسي باسل الترجمان، “أن موقف الرئيس قيس سعيّد يعبر عن ثبات الموقف التونسي، والدولة التونسية لديها علاقاتها الدبلوماسية وهي مسؤولة عن قراراتها”. وأضاف الترجمان في تصريح لـ”العرب”، أن “موقف رئيس البرلمان راشد الغنوشي يطرح تساؤلات في العمق وأبرزها، لماذا منعت حركة النهضة تجريم التطبيع؟ والمسؤولية التي يتحملها الغنوشي وحركته تفرض عليه إخراج قانون تجريم التطبيع وطرحه للتصويت في المجلس كرد سياسي”. وتابع “هذا الموضوع يعطي رؤية لموقف شعبي وسياسي تونسي، فليس من المنطقي أن ندين الاتفاق الإمارتي – الإسرائيلي، ثم ندافع عن أطراف أخرى تربطها علاقات دبلوماسية وطيدة مع إسرائيل مثل تركيا وقطر”. وأشار المحلل السياسي إلى أن “المحور التركي القطري الأكثر تعاملا مع إسرائيل وتركيا لديه تبادل تجاري مع إسرائيل بـ4 مليارات دولار أي 70 في المئة من ميزانية تونس حسب إحصائيات العام 2019”. وقال الترجمان “البيان البرلماني في خدمة المحور التركي القطري وليس دعما للقضية الفلسطينية.. هذا البيان جزء من المناكفات السياسية والذي اختارت فيها حركة النهضة أن تنخرط في المحور التركي القطري”. ورافق بيان البرلمان تصريحات سياسية أكدت على تعكر صفو العلاقات بين رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية، واستغلال التطورات القائمة وتوظيفها سياسيا. واستنكر وزير الخارجية الأسبق والقيادي في حركة النهضة رفيق عبدالسلام في تصريح إعلامي، صمت الدبلوماسية التونسية عن خطوة التطبيع، بالنظر إلى العلاقات الأخوية والتاريخية الضاربة في القدم بين الشعبين التونسي والفلسطيني، علاوة على احتضان تونس في السابق مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وانحياز الشارع التونسي إلى القضية الفلسطينية. واعتبر القيادي بحركة النهضة، أن هوة واسعة بين الخطاب الشعبي والممارسة السياسية في علاقة بالرئيس قيس سعيّد المحمول عليه التعبير عن الخيارات الدبلوماسية التونسية، الذي سبق وأن أعلن عن موقفه الرافض للتطبيع ووصفه بالخيانة العظمى. وفي تعليقه على هذه التصريحات يقول باسل ترجمان “نتمنى أن يدين الغنوشي التطبيع مع تركيا وقطر.. الكتل البرلمانية مثل النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس بإمكانها أن تقدم مشروع القانون الذي سيشكل الفرز الحقيقي حول مَن مع تجريم التطبيع ومَن ضدّه”.

مشاركة :