د. فاطمة عاشور تكتب: “لحظات”

  • 8/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمرك المديد ماهو إلا مجموع من مليارات اللحظات . مابين صرخة الجزع من عناق الهواء للصدر، وحتى شهقة التسليم بفرار الروح من الجسد مرورا بتراكم المتضادات من ألم وعافية.. صحة ومرض.. حزن وحبور..كبوة ونهوض.. تعب و راحة.. هناك لحظات تتأرجح بين الفعل و رده و السبب و النتيجة، و تكون المحصلة إما تحليقا أو سقوطا ، فكل نتيجة ترتبط بكيفية تعاملك معها و الحد من سلبياتها و تفعيل إيجابياتها لتزهر و تطرح ثمرا .. هناك لحظات.. لحظة صدق تلد عُمرَ فراق.. لحظةُ غضبٍ تنتج سنواتِ ندم.. لحظةُ قرار توشمُ وشمًا من لعنة.. لحظة هزيمة تبث جبلاً من هموم.. لحظاتٌ تكبلك أرضا، امح أثرها لتكمل الرحلة.. وأخرى .. لحظةُ حب تهبُ أعمارًا من نشوة.. لحظة يقين تسِمُ القلبَ بوسمٍ من نور.. لحظة بوحٍ تزيحُ تلاً من ثِقَل و أحمال.. لحظة قربٍ تسكب نهرًا من تفاؤل.. لحظة نجاح تخلف ثروةً من إنجاز.. لحظة هزيمةٍ تنثرُ صهرا من بركان فينمو بِسمادهِ بستان.. لحظاتٌ ليست كاللحظات.. فقط أَجِدْ صنعَ أثرها.. فيخلد عبقَها.. اللحظةُ وحدةُ زمن والحدث فيها مؤثرٌ حازم، قد يكون خيرا أو شرا، لكن النتيجة تكون غالبًا وفق قوةِ إيمانك وبسالة رضاك وتفوقِ أدواتك لا حسب طبيعتها من سيءٍ أو حسن. فكم من مسكينٍ صرعته اللحظاتُ بألمٍ منها ويكملُ الرحلة بسلام و نجاح.. و كم من محظوظ أكرمته لحظاته بعطايا لكنه ضيعها بسوءِ صنيعه. الإنسانُ هو من يحدد بعد فضل ربه نتائجَ مِنَحِ اللحظات فيستفيد أو يخسر. وهج: النحلةُ تمتص رحيقًا تحولهُ عسلا.. و حشرة أخرى قد تأخذُ رحيقا تحيلهُ سُمّا.. كن نحلةً وافرِز شهدا

مشاركة :