بدأت الكثير من المصطلحات و المفردات والأفكار الغريبة التي ينهى ديننا الحنيف عنها و ترفضها عاداتنا وتنفر منها تقاليدنا تغزو مجتماعاتنا الإسلامية و العربية و تمر من حدود أخلاقنا دون أن نشعر فشوهت حياة البعض منا و نحمد الله أنهم قلة، من هذه المصطلحات الغريبة ان الحجاب سنة و الايمان بالصداقة بين الرجل والمرأة و هروب الفتيات من بيوتهن ووطنهن و اللجوء إلى دول أخرى و أخيرا شوجر دادي وهو محور مقالنا اليوم فما معنى هذا المصطلح؟ و ماهي دلالاته ؟ ولماذا وكيف تسلل إلى القلة من أفراد مجتماتنا ؟ في الحقيقة أنني أصبت بالذهول عندما سمعت هذا المصطلح للمرة الأولى و فتحت عيني كالبلهاء عندما بحثت و عرفت أن هذا المصطلح يعني إقامة علاقة بين فتاة في ربيع عمرها و مازالت الحياة أمامها بكل مافيها وبين رجل يستقبل خريف عمره وينظر خلفه ليتذكر شبابه البائد و يتحسر عليه، حيث تقوم العلاقة على أن ينفق الرجل على الفتاة ببذخ و يوفر لها كل احتياجاتها من الضرورية إلى التافهة، مقابل أن تخرج معه أو تكلمه بالهاتف لساعات أو تسافر معه وقد تقف العلاقة عند هذا الحد في الغالب أو قد تتخطى هذه الحدود، كل هذا ليشعرالرجل بأنه مازال يرتع في الشباب و أن الجاذبية لم تهجره وأنه لازال يملك نفس السحر والجاذبية، ولاأدري كيف يغفل عن أن هذه الجاذبية لبطاقته الاتمانية وليس له وأن هذا سحر نقوده و ليس سحر عينيه وأن الكلام المعسول لهداياه و ليس له، وأن كل ماتحتاجه تلك الفتاة هو ماله وليس مشاعره. هنا غزت العديد من الأسئلة رأسي المصدوم مثل كيف ولماذا ومتى عششت تلك الأفكار في مجتماعتنا؟ ومتى مات الحياء في بناتنا؟ ومتى كان عزاء الرجولة و النخوة في رجالنا ومتى دفنت الشهامة في شبابنا ؟ و كيف وصلنا إلى هنا ومالذي يدعو فتاة للجوء لهذه الطريقة ؟ هل أصبح شراء الحقائب من الماركة الفلانية أو العلانية ضرورة؟ وهل أصبحت الأحذية والملابس الغالية أغلى من الكرامة؟ هل المظاهر سيطرت على حياتنا للدرجة التي تدفع ببعض الفتيات لإقامة علاقة مع رجل قد يكبر والدها أوجدها؟ هل الحاجة إلى السفر وتناول الطعام في الأماكن الباذخة وشراء المجوهرات و الاكسسوارات أهم من احترام الذات؟ هل كل هذه المظاهر و المقتنيات التافهة تستحق أن نضحي باحترامنا لأنفسنا من أجلها و أن نسقط من نظر أنفسنا لنوفرها ؟ وإن سلمنا جدلاً بأن الفتيات يكن في سن طائش و لا يعقلن و قد تخدعهن المظاهر أو يكويهن الفقر و الحاجة وإن لم يكن الفقر يوماً مبررا للغوص في الوحل والعيش في هذا الذل والهوان فأين عقل ذلك الرجل الناضج!! الذي ما كان ليحقق ثروة لو لم يكن يملك عقلا راجحاً وإذا قلنا أن حاجة الإنسان للشعور بأنه مازال محبوبا قد تبرح رجاحة العقل ضرباً حتى تغيبها، فأين النخوة والشهامة التي تردعه عن استغلال حاجة فتاة صغيرة بعمر أبنائه أو أحفاده حتى. إنني بصراحة لاأعلم من الجاني أو المجني عليه في تلك العلاقة؟ممن المستغل ومن الأناني ؟ فالطرفان مجرمان فهي جنت على كرامتها وعزة نفسها من أجل المال وهو جنى على نخوته ورجولته من أجل لحظات تافهة وسعادة زائفة، و الأهم أن الطرفين نسيا دينهما و قتلا الخوف من الله في نفسيهما ونسيا أن الدنيا زائلة. و في النهاية لا يجب أن ننسى اليد الآثمة و عليا في تلك الكوارث وهي وسائل اتواصل العمياء والاعلام الأسود، الذي لم يصدر لنا من الغرب إلا كل ما يضعف قيمنا ويزعزع ثوابتنا و إن كان في الغرب يعتبر الموضوع عادي حيث لادين يردع خطأ و لا عادات تمنع زلل، كما أن من التقاليد السيئة في عالم الغرب المتطور تقضي بأن تطرد الفتيات من بيوت أهلهن و يلقين في الشوارع لتتكفلن في أنفسهن فيجدن أنفسهن من سن الثامنة عشر، بلا حماية أبوية وبلا سكن ولا إنفاق فليس أمامهن سوى أن يوفر بأنفسهن مصاريف الجامعة السكن و الطعام والشراب مما يجعل بعضهن يلجأن( للشوجر دادي) ليوفر لهم احتياجاتهن قد لا يكون عذرا، لكنه احتياج من وجهة نظر غربية ولكن أنتن يابنات العرب والمسلمين فقد كرمكن الإسلام بأسرة تحتضن و منزل يؤي وأب ينفق ويحمي و أم تعتطف ، فمالذي يجبركن على هدر كرامتكن بهذا الشكل المهين . وهنا لانملك إلا أن نسأل الله الحماية والهداية والستر و الشفاء من داء المظاهر الذي بدأ يستشري في مجتمعاتنا حتى بات الكثير منا يظنون أن الثياب و المجوهرات والأحذية هي من تصنع قيمتهم حتى أصبحوا فارغين العقول خاويين المشاعر تافهو التفكير فهم ينفقون على أجسادهم أكثر مما ينفقون على عقولهم لذلك أصبحت ملابسهم أغلى منهم.كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :