استهداف الصحافيين والمدونين يثنيهم عن توثيق الاعتداءات في ليبيا | | صحيفة العرب

  • 9/2/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بات الصحافيون والمدونون في ليبيا يخشون توثيق الأحداث وتغطية الاعتداءات خلال المظاهرات التي انطلقت في طرابلس، بسبب تزايد حالات الاعتقال والإخفاء القسري بشكل مثير للقلق، خصوصا مع عدم معرفة مصير المختطفين. طرابلس - تحوّل الاختطاف والاعتقال إلى شبح يلاحق الصحافيين والمدونين في طرابلس، مع تكرر هذه الحالات أثناء تغطية الاحتجاجات الشعبية ضد تردي الأوضاع المعيشية وتنامي الفساد وسياسة إفقار الشعب، كما سجل ناشطون حالات ضرب واعتداء على فرق إعلامية في ساحات التظاهر، ما جعل الصحافيين يخشون من تغطية المظاهرات. وقال المركز الليبي لحرية الصحافة إنه يجد صعوبة بالغة في التواصل مع الأطراف الفاعلة أو الصحافيين لتوثيق الاعتداءات أو المناصرة بالنظر لحالة التكتم الأمني وتعقب أجهزة الصحافيين والنشطاء المستقلين مما يدفعهم إلى السكوت وعدم الإدلاء بشهاداتهم حول حالات العنف والاعتداءات التي يتعرضون لها خوفاً من ملاحقتهم هم أو ذويهم. وأفاد صحافيون أن الأمر الخطير هو اختفاء صحافيين وناشطين دون معرفة أي شيء عن مصيرهم، أو الجهة التي اختطفتهم، ولا يزال مصير الصحافي سامي الشريف مدير راديو الجوهرة والناشط مهند الكوافي مجهولا، والعديد من المدونين مخفيين قسراً على أيدي تشكيلات أمنية لم تعترف بها وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، في حين من المفترض أن تكون تحت سيطرتها في العاصمة الليبية. وذكرت مصادر صحافية أن الصحافي سامي الشريف مدير راديو الجوهرة اختطف منذ ليلة الأحد 23 أغسطس من قبل إحدى التشكيلات الأمنية، ويعاني من تدهور في حالته الصحية جراء عدم توفر دواءه الخاص بـ”مرض السكري”، فيما غابت المعلومات حول مصير العشرات من المدونين الذين اعتقلوا بأوقات متفرقة الأسبوع الماضي. وأثارت حادثة الاعتقال التعسفي للصحافي عبداللطيف أبوحمرة، استنكارا واسعا وأبدى ذويه قلقا بالغا، حيث تم اقتياده من قبل عناصر عسكرية أثناء عمله مع فريق المسح الطبي لأخذ عينات فايروس كورونا بالمركز الصحافي في منطقة أبوقرين، ولا توجد أي معلومات عن أماكن اعتقاله أو أسبابه. كما تم الاعتداء بالضرب والمنع من العمل بالنسبة لفريق قناة ليبيا الأحرار وفقاً لبيان نشره تلفزيون ليبيا الأحرار . السلطات قطعت خدمات الإنترنت والاتصالات في طرابلس، واعتقلت أي شخص في حوزته معدات للاتصال بالإنترنت إلى جانب ذلك، بدأت حملة تحريض على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 28 أغسطس، ووصم المتظاهرين بالخيانة والتحريض، وطالبت صفحات اجتماعية مشبوهة بالقبض على المحتجين بتهمة الخيانة، فأصدرت رئاسة أركان الجيش التابعة لحكومة الوفاق البيان رقم 24 الصادر في 26 أغسطس يتهم المحامين والمتظاهرين بـ”الغوغائية وخيانة الوطن”. كما لجأت السلطات إلى قطع جميع خدمات الإنترنت والاتصالات في المدينة، واعتقال أي شخص في حوزته معدات يمكن استخدامها لتثبيت شبكات الاتصال أو الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. وأبدى المركز الليبي لحرية الصحافة خشيته وخوفه الكبيرين على سلامة العديد من المدونين والنشطاء والصحافيين بمدينة طرابلس جراء تربص تشكيلات أمنية عدة لهم واختطافهم واعتقالهم تعسفياً، دون أي امتثال لسلطة سيادة القانون، وانتهاج سياسة ترويع وتكميم الأفواه، مما جعل العديد من النشطاء ضحايا للإخفاء القسري اليوم. وطالب رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بكبح جماح التشكيلات العسكرية، والإقرار وتجسيد الالتزام باحترام حقوق الإنسان وشارة الصحافي على أرض الواقع وحقهم في النفاذ للمعلومات والاستقلالية التامة. وشدد على السلطات الأمنية والجهات القضائية في مدينة طرابلس بضرورة أن تفصح عن مصير المحتجزين من الصحافيين والنشطاء وإطلاق سراحهم فوراً لبطلان آليات القبض. ويقول متابعون، إن التعرض لحرية الصحافة في ليبيا، على مدار السنوات الماضية ممارسة مستمرة في البلاد، وذلك بسبب بشاعة الجرائم التي ترتكب على الأرض الليبية والانتهاكات على الأصعدة المختلفة، والجميع يخافون إبراز الحقيقة للعامة أو تداولها بين الرأي العام. ودفع الصحافيون غالبا ثمن باهظا لكشف بعض الحقائق. ووثقت البعثة الأممية في ليبيا، الاعتداءات على الصحافيين والمدونين، وقالت إنها وثقت مند شهر مايو 2019 من العام الماضي، ما لا يقل عن 9 حالات، تعرض فيها صحافيون ومدونون للاختطاف والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي وفي الكثير من الأحيان إلى التعذيب. وقالت البعثة الأممية إن الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، يتعرضون بشكل متكرر للترهيب والمضايقة والتهديدات بالقتل، وأكدت البعثة الأممية، أنها تمكنت من توثيق مقتل 2 من الصحافيين في جنوب طرابلس أكتوبر2019، وفي يناير 2020، كما تعرضت محطتان إذاعيتان للهجوم وإضرام النار فيهما في سرت، وفي 3 أبريل 2020، اختفى مدير إذاعة القره بوللي بينما كان يقود سيارته في القويعة شرق طرابلس، ولا يزال مصيره ومكان تواجده مجهولين. وأفاد التقرير السنوي لمركز “مدافع” لحقوق الإنسان، والصادر في فبراير 2020، أن تصاعد العنف ضد الصحافيين في ليبيا، أدى إلى مغادرة نحو 83 صحافيا ليبيا البلاد في الفترة من 2015-2018. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :