مدخرات البصريات من الذهب تنقذ العوائل في زمن الكساد | | صحيفة العرب

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وجد أهل البصرة في مدخراتهم من الذهب سندا لهم على توفير احتياجاتهم الأساسية في ظل تواصل الإغلاق بسبب كورونا، فمع ارتفاع أسعار الذهب، هرع الكثيرون إلى السوق لبيع ما يملكونه من مجوهرات، على أمل استعادتها في حال سجلت أسعار المعدن الأصفر انخفاضا. البصرة (العراق) – لجأ عدد كبير من أهل مدينة البصرة (جنوب العراق) لبيع مدخراتهم من الذهب لتوفير الاحتياجات الأساسية لأُسرهم، وذلك بعد معاناتهم من الضائقة الاقتصادية المستمرة منذ شهور بسبب فايروس كورونا المستجد. وقال محمد، يعمل في القطاع الخاص، إن دخله توقف تقريبا في الآونة الأخيرة لدرجة لم يعد معها قادرا على توفير الاحتياجات الضرورية لأهل بيته، فلجأ لبيع مدخراته من الذهب بسعر موات نظرا لارتفاع أسعار المعدن الأصفر وسط الجائحة. وأضاف “نحن نشتغل في القطاع الخاص الذي توقف في الغالب. ليست لدينا سيولة مالية، بالإضافة إلى تعطل حصولنا على رواتبنا الذي توقف تماما، لذا فنحن مضطرون لبيع ما لدينا من ذهب. نبيع الذهب لشراء الضروريات الأساسية التي لا نستطيع توفيرها”. وتحتاج الحكومة العراقية قرابة أربعة مليارات دولار شهريا لتمويل رواتب الملايين من الموظفين والمتقاعدين والإعانات الاجتماعية، وهي مبالغ واجبة الدفع. ويعتمد العراق على النفط في تمويل نحو 98 في المئة من موازنة الإنفاق السنوية. ومع الركود الهائل بسبب تفشي كورونا بات العراق يواجه صعوبة في إيجاد مشترين لنفطه، ما ضيّق الخناق على الحكومة، وسط مخاوف شعبية من الفشل في توفير الرواتب التي تعد المحرك الأساسي لاقتصاديات البلاد الداخلية، في ظل الشلل المزمن الذي يتعرض له القطاع الخاص. وأشار محمد قاسم، صائغ في البصرة، إلى أن أسعار الذهب شهدت زيادة ملموسة منذ بدء أزمة كورونا. وأوضح “بعد تفشي فايروس كورونا صار ارتفاع أسعار الذهب ملموسا، حيث ارتفعت قيمة كل سبيكة ذهب من 250 ألفا أو 260 ألف دينار عراقي (ما يعادل 210 – 218 دولارا) إلى 340 ألفا أو 350 ألف دينار عراقي (نحو 285 – 293 دولارا) للمثقال الواحد”. زيادة ملموسة في أسعار الذهب منذ بدء أزمة كورونا زيادة ملموسة في أسعار الذهب منذ بدء أزمة كورونا وارتفعت أسعار الذهب الجمعة، إذ تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية والأسهم العالمية مما عزز الطلب على المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذا آمنا بالنسبة للكثير من المواطنين، لكن الدولار القوي يضع الذهب على مسار تسجيل انخفاض أسبوعي. وتابع قاسم “هذا الارتفاع في أسعار الذهب بسبب الوباء أدى إلى انخفاض كبير في اقتصاد دول العالم، وعادة ما تفضل الدول تخزين الذهب من أجل السيطرة على الاقتصاد”. ويتجه الأفراد عادة إلى الاحتفاظ بالمشغولات الذهبية كمخزن للقيمة والزينة في نفس الوقت، حيث يعتبر الكثيرون أن الاحتفاظ بالمجوهرات الثمينة في المنزل بمثابة مال مخزون يصلح وقت الحاجة والأزمات. وامتلاك الذهب في العراق خيار آمن للادخار بالنسبة للكثير من العائلات التي بدأت شراء المعدن الثمين في عهد صدام حسين والعقوبات الاقتصادية وانهيار العملة العراقية. وأكد أحمد صدام، أستاذ بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة البصرة، أن العراقيين يشعرون بأمان عندما يشترون الذهب، مشيرا إلى أنه ليست لديهم ثقة في المصارف المحلية ولذلك يفضلون تقليديا تحويل مدخراتهم إلى ذهب بدلا من العملات العراقية أو الأجنبية. ولهذا فإن عملية بيع الذهب من قبل المواطنين العراقيين خلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا في الأسعار غير مسبوق، تعد نوعا من الاستثمار والاستفادة من الفرص للحصول على هامش ربحي يعود على الأسر بالفائدة المالية ويقوي مدخراتها من هذا المعدن الثمين. Thumbnail وقال صدام “ارتفاع سعر الذهب يخضع لقرارات البنوك المركزية في ظل الظروف الحالية التي تقتضي الاحتفاظ بالعملة الأجنبية وكميات كبيرة من الذهب من أجل الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وبالتالي تؤدي هذه القرارات إلى زيادة مستوى الطلب على الذهب وارتفاع أسعاره بما يؤثر على ارتفاع أسعاره محليا في الدول”. وحفّز الارتفاع الكبير في أسعار الذهب بعض الميسورين أيضا لبيع مدخراتهم منه للاستفادة من فارق السعر بهدف جني المزيد من الأرباح. ومن بين هؤلاء علي، وهو شاب من البصرة، الذي يقول إنه جنى ربحا وفيرا من بيع الذهب ويأمل في شراء ذهب جديد بعدما تخف حدة الأزمة. وأضاف علي “بعد تفشي فايروس كورونا، بدأ الذهب في الارتفاع. وهكذا قررت البيع حتى أتمكن من جني الأرباح. لذا بعت ما لدي من ذهب وحصلت على عوائد جيدة، وأنوي بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها تعويض ما بعته من الذهب”. وأثرت إجراءات العزل العام والإغلاق التي استمرت شهورا، إضافة إلى زيادة عدد حالات الإصابة بالفايروس، على الأنشطة الاقتصادية في العراق الغني بالنفط، إذ تراجعت الصادرات النفطية بنسبة 6 في المئة أو 166 ألف برميل يوميا، خلال أغسطس الماضي، مقارنة مع الشهر السابق له، بفعل تعميق بغداد لخفض إنتاجها من الخام. وذكرت وزارة النفط العراقية في بيان مؤخرا أن المعدل اليومي للتصدير من موانئ البصرة بلغ 2.5 مليون برميل يوميا، إلى جانب 97 ألف برميل يوميا عبر ميناء جيهان التركي. وسجل العراق حتى الآن 247.039 ألف إصابة بينها 7275 حالة وفاة.

مشاركة :