ما سرّ الفرنسيات الداعشيات؟! - أمجد المنيف

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

وككل الأشياء التي تغيرت ملامحها مع التقنية، أصبحت مقالات الرأي - كما أعتقد - تعتمد على أمرين مهمين، بهما يمكن صنع الفرق، وكذلك إثراء المتلقي، والتي ترتكز على "المعلومة" أو "التحليل"، لأن الرأي (المجرد) أصبح منشورا ومنثورا في كل المنصات الرقمية، وحول كل القضايا بلا استثناء. وامتدادا للقناعة أعلاه، فقد جئت اليوم بدراسة تحليلية حديثة، أزعم بأهميتها، تحاول أن تشبع الفضول عندكم وعندي، حول السؤال الذي يقول: لماذا تنضم النساء إلى تنظيم "داعش"؟! والذي حاول "المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية" الإجابة عنه، بعد أن وجد أن أبرز الشرائح العمرية التي تُقبل على الانضمام إلى التنظيم؛ تتراوح ما بين 18 21 عاما، وأن عدد "السيدات" يقدر بنحو 10% من عدد المقاتلين الأجانب، ولكن السؤال: لمَ ينضممن؟ فقد لخصت الدراسة الدوافع كالآتي: الأول: "شخصي"، وهو يرتبط غالبًا بالنساء السوريات والعراقيات، ففي ظل الصراع القائم في كل من سورية والعراق؛ حيث تعرَّضت كثير من النساء لظروف قاسية، فكان خيار الانضمام إلى "داعش" هو الحل الأمثل للانتقام، إضافةً إلى إمكانية العيش في ظل حماية جديدة. الثاني: "طائفي"، بسبب الحرب الأهلية بالعراق وسورية، تحول الصراع من صراع سياسي إلى صراع طائفي بالدرجة الأولى، وهو ما دفع بالعديد من النساء إلى القتال إلى جانب "داعش"، ليس من باب القناعة بفكر التنظيم بقدر ما هو من باب "الجهاد" من أجل الدفاع عن عقيدة "أهل السنة" ضد الشيعة الذين يمثلهم كلٌّ من النظام السوري والعراقي السابق. الثالث: "أيدلوجي"، ويتمثل في الجاذبية الفكرية الموجودة في الفكر "الداعشي"، كما أن إعلان التنظيم "الخلافة الإسلامية" المزعومة، وأصبح الالتحاق بالتنظيم، والعيش في كنفه، أمنية "وهمية" للعديد من الإسلامويين. الرابع: "اجتماعي"، حيث تواجه العديد من النساء المسلمات في المجتمعات الغربية غالبا حالة اغتراب في مجتمعاتهن، فمعظم المنحدرات من أصول غربية المنضمات ل"داعش"، يأتين من أسر ملحدة، أو مسيحية كاثوليكية، ويهودية، يرفضن اعتناق أبنائهن الإسلام، على عكس الغربيات ممن ينحدرن من أصول إسلامية وأسر ممارسة لشعائر الإسلام، ما يدفعهن إلى السفر للالتحاق ب"داعش" من أجل العيش في دولة إسلامية - كما يعتقدن -. الخامس: "إنساني"، حيث إن العديد من السيدات الغربيات اللاتي هاجرن للعيش في تنظيم "داعش"، نشأن على القيم الغربية، كالعدالة، والمساواة، واحترام حقوق الإنسان، لذا فهن يرفضن بدافع تلك القيم، ترك الشعب السوري يُقتل بتلك الصورة البشعة في ظل تغاضي حكوماتهن الغربية عن ذلك. وأيضا.. هل تعلم أن فرنسا تُعد إحدى أهم الدول المصدِرة للنساء إلى التنظيم؛ حيث يوجد ما يقرب من 100 إلى 150 امرأة فرنسية.. فتأمل! قبل الرحيل: قال عابد خزندار، الذي بكته حروفه قبل أن نفتقده: "قبل المحطة الأخيرة في الحياة، لن أقول سوى إنني لو عشت حياتي من جديد فلن أعيش سوى الحياة التي عشتها حتى الآن، أما الموت فقد قلت آنفا إنني لا أخشاه، لأنه محتوم..". خالص العزاء للثقافة والحروف والأدب والصحافة، ولأسرته الكريمة أولا.. والسلام.

مشاركة :