"مدرسة الحب 3" يفتح باب الدراما العربية أمام النجوم الأتراك | ناهد خزام | صحيفة العرب

  • 9/10/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يُعدّ مسلسل “مدرسة الحب” حالة إنتاجية استثنائية في مجال الدراما العربية، وهو الذي شهد اتهامات غير مسبوقة بين مخرج العمل ومنتجه صفوان نعمو وشريكته في الإنتاج الفنانة السورية جومانا مراد أوصلتهما إلى أروقة المحاكم، ممّا فرض على الفضائية الإماراتية “أو.أس.أن. يا هلا” إيقاف عرض الجزء الثالث منه، قبل أن يحكم القضاء لصالح مراد ويُعاد بثّ العمل على القناة ذاتها. بعد سنوات من الغياب عن الساحة الدرامية أطلت علينا النجمة السورية جومانا مراد بتجربة درامية مثيرة في عام 2016، من خلال مسلسل “مدرسة الحب” الذي شاركت فيه بالتمثيل حينها، غير أن الفنانة السورية لم تكتف بالتمثيل خلال الجزأين اللاحقين للمسلسل، فقد دخلت في شراكة إنتاجية مع مخرج الجزء الأول صفوان نعمو لاستكمال الأجزاء الأخرى. وعرض الجزء الثاني من المسلسل في عام 2017، غير أن الجزء الثالث منه تأخّر عرضه لأكثر من عامين على الرغم من انتهاء تصويره، ليُعرض أخيرا في بداية شهر أغسطس الماضي على فضائية “أو.أس.أن. يا هلا” الإماراتية. غير أن المسلسل الذي حظي بترويج ودعاية كبيرة على جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، توقّف بثّه دون سابق إنذار بعد عرض الحلقات الأولى منه. دراما الإنجاز مسلسل "مدرسة الحب" يعدّ الأضخم من بين الأعمال التي أنتجتها جومانا مراد، بميزانية قاربت الخمسة ملايين دولار مسلسل "مدرسة الحب" يعدّ الأضخم من بين الأعمال التي أنتجتها جومانا مراد، بميزانية قاربت الخمسة ملايين دولار لم ينته الأمر عند هذا الحد، فبعد توقّف المسلسل تفجّرت العديد من المفاجآت التي لا تقل إثارة عن أي مسلسل أكشن أو بوليسي، حتى أن الجمهور قد تابعها بشغف بالغ على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، فقد اتهم المخرج السوري صفوان نعمو شريكته في الإنتاج جومانا مراد وزوجها بخطفه، وإرغامه تحت تهديد السلاح بكتابة شيكات وأوراق تدينه لإرغامه عن التنازل عن حقوقه المالية في الجزء الثالث. وكانت هذه الملابسات هي السبب الرئيسي وراء توقّف عرض المسلسل، إذ قرّرت إدارة القناة العارضة وقف عرض العمل إلى حين البتّ في هذه الاتهامات المرفوعة أمام القضاء في ثلاث عواصم عربية هي القاهرة وبيروت ودبي، خاصة أن المخرج السوري قد خاطب إدارة القناة محذّرا إياها من الاستمرار في عرض العمل أو الترويج له، ونشر هذه الخطابات مصحوبة بالأوراق التي تُثبت حقوقه الإنتاجية على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك. بعد حوالي شهر من وقف عرض المسلسل ودخول الطرفين في نزاعات قضائية في عدة عواصم عربية حكم القضاء أخيرا لصالح جومانا مراد، وأدين المخرج بالكذب والتلفيق، ليُعرض العمل مرة أخرى على القناة نفسها. ثلاث سنوات كاملة بين الانتهاء من تصوير المسلسل وعرضه على الشاشة تسبّبت فيها هذه الخلافات، على ما يبدو. وخلال هذه السنوات شهدت الساحة العربية والعالمية العديد من المستجدات، لعل أبرزها انتشار فايروس كورونا، حتى أن هذه التأثيرات قد طالت فريق عمل المسلسل أيضا بوفاة اثنين من نجومه اللامعين، وهما النجم المصري فاروق الفيشاوي والنجمة السورية رندا مرعشلي، فقد كان المسلسل آخر عمل شارك فيه النجمان الراحلان. اختراق تركي عراقيل لا حصر لها لاحقت إنجاز المسلسل، بعد خلاف بين المنتجة والمخرج، علاوة على رحيل بعض نجومه أثناء التصوير عراقيل لا حصر لها لاحقت إنجاز المسلسل، بعد خلاف بين المنتجة والمخرج، علاوة على رحيل بعض نجومه أثناء التصوير ما يميز مسلسل “مدرسة الحب” تحديدا هو المشاركة الواسعة للعديد من نجوم ونجمات الصف الأول في العالم العربي، بل ضم أيضا اثنين من النجوم الأتراك المعروفين، أما أحداثه فتدور بين عدة عواصم عربية وأوروبية إلى جانب تركيا. ومن بين أبرز النجوم الذين شاركوا في المسلسل بأجزائه الثلاثة خلافا للنجمين الراحلين فاروق الفيشاوي ورندا مرعشلي يأتي النجوم مصطفى فهمي وأمل عرفة وورد الخال ورندا البحيري وباسم ياخور وأمير كرارة وسارة أبي كنعان ونسرين طافش ومعتصم النهار ومصطفى الرداد وغيرهم من نجوم الصف الأول في لبنان ومصر وسوريا. وتولى المخرج السوري صفوان نعمو إخراج الجزأين الأول والثاني منه، بينما تصدّى المخرج تامر إسحاق لإخراج جزئه الثالث، وهناك نية أيضا لتوليه إخراج الجزء الرابع، والذي من المنتظر البدء في تصويره خلال الأسابيع القليلة القادمة. ويتكوّن المسلسل من مجموعة من الحكايات المنفصلة عن بعضها، بأبطالها وسردها الدرامي، وقد شملت الحلقات التي عرضت حتى الآن من المسلسل حكايتين منفصلتين، شارك في الحكاية الأولى الفنانون أمير كرارة ومحمد لطفي ولقاء سويدان والفنانة الأردنية صفاء سلطان، إلى جانب الظهور المميز للنجم الراحل فاروق الفيشاوي. أما الحكاية الثانية فقد شاركت فيها جومانا مراد بالتمثيل أمام الممثلين التركيين بولنت إينال ومراد يلدريم، وتدور أحداث الحكاية بين تركيا ولبنان وقد عرضت الحلقات تحت عنوان “العاشق والمعشوق” وتؤدّي خلالها مراد دور امرأة اسمها عشق تتعرّض للكثير من المواقف الصعبة في حياتها، ولا يخرجها من دائرة الأحزان تلك سوى حبها. الجديد هنا أن هذا الجزء من المسلسل قد تم تصويره بالكامل باللغة التركية، التي تجيدها مراد، وتمت دبلجته للعربية، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها نجوم أتراك معروفون في أعمال عربية على هذا النحو. ويبدو أن هذه المشاركة التركية تأتي مقدّمة لتعاون آخر في المستقبل بين جومانا مراد كمنتجة وشركات الإنتاج التركية، ما يؤشّر إلى مستوى متقدّم للحضور التركي على الفضائيات العربية، فبعد أن ساهمت تلك الفضائيات في معرفة جماهير العالم العربي بهؤلاء النجوم، ها هي تسعى لدفعهم إلى نسيج الدراما العربية بشكل مباشر. Thumbnail والمسلسل يفرد ثماني حلقات كاملة للنجوم الأتراك، فلا يقتصر الأمر عند مراد يلدريم وبولنت إينال فقط، بل ثمة العديد من الممثلين والفنيين الأتراك المشاركين في العمل. فهل يمهّد هذا العمل لمرحلة جديدة من الاختراق التركي للدراما العربية بمساعدة ودعم الفضائيات العربية؟ ليس هناك مانع بالطبع من المشاركة مع نجوم من كافة الجنسيات، فهو أمر من شأنه أن يثري الدراما العربية ويفتح لها مسارات مختلفة في السرد والمحتوى. لكن لا يجب أن يخفى عن صناع الدراما العربية أيضا التوظيف السياسي للدراما التركية ونجومها لأهداف ليست خافية على أحد، فبعض الأعمال التاريخية التركية مثلا، والتي تحظى بقبول حسن على المستوى العربي جاءت مليئة بالثغرات والمغالطات التاريخية غير البريئة بالمرّة. وهذه ليست المرة الأولى التي تخوض فيها جومانا مراد التعاون مع فنانين أتراك، فمن المعروف أن لها بعض المشاركات التمثيلية في عدد من المسلسلات التركية. أما في مجال الإنتاج فقد ساهمت مراد من قبل في إنتاج ثلاثة مسلسلات سورية كان آخرها مسلسل “هيك اتجوزنا”، غير أن مسلسل “مدرسة الحب” يعدّ الأضخم من حيث تكاليف الإنتاج بين هذه الأعمال، إذ تخطّت ميزانية إنتاجه الخمسة ملايين دولار تقريبا. وكان لتتر المسلسل في أجزائه الثلاثة دور في انتشار العمل جماهيريا وتعريف المشاهدين به، إذ تولى غناءه ثلاثة من نجوم الغناء المعروفين، وهم: كاظم الساهر ومصطفى قمر وتامر حسني، على الترتيب. وقد حظيت أغنية التتر في الجزء الثالث من “مدرسة الحب”، والمعروض حاليا، بأكثر من سبعة ملايين مشاهدة خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد عرضها على موقع يوتيوب.

مشاركة :