بأيدينا ننهك عقول أبنائنا ونمحو المبادئ والقيم والسلوك القويم إلي إدمان العنف والقتال والتي تتمثل في مسارح حرب تتدفق سريعًا ويصرخ بصوت عالٍ لقد فزت. هذا الطفل، هو نموذج لآلاف من الأطفال بل ربما ملايين، من الجنسيات كافة بات تشكيل الوعي لديهم في هذه السن المبكر من العمر مُرتبطًا بشبكة «الإنترنت» وما تبثه من ألعاب الفيديو علي اختلاف أنواعها. والآباء، ينظرون إلي أطفالهم وهم يلعبون في المنزل بوصفه أمرًا إيجابيًا إنهم يشغلون أنفسهم بلا ضجيج أو أستفسارات أو طلبات عادية أو محرجة كما أنهم تحت النظر، انهم في امان! لانهم في المنزل، ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين التحليل الظاهر والسطحي للأمر، وبين المحتوي الموضوعي أو حجم التأثير والتشكيل الذي يحصل عليه هذا الطفل. وبالجوار الآباء سعداء بهذا الهدوء، الظاهري للأبناء ولكن هناك منظومة قيم، ومؤثرات نفسية وفكرية تلحق بالطفل، لا يدرى بها الكثير، من الآباء والأمهات. وهنا نجد المحتوي الموضوعي يتعلق بالمعاني، والقيم التي تتسرب للأطفال من خلال إدمان ألعاب الشبكة المعلوماتية، «الإنترنت» الأخطر هنا هو الناتج النفسي، والسلوك المتولد عن إدمان تلك الألعاب، في سن مبكرة. ثمة أنواع لتلك الألعاب في نسختها الشبكيه أو نسختها المحمولة للهواتف الذكية، وهي ثلاثة، رئيسية، الأولي العاب الترفيه كمنافسات كرة القدم، وكرة السلة، واكتشاف الفضاء، والبحار والواقع الأفتراضي المتخيل. والثاني، العاب معرفية تقوم علي حل الألغاز وسرد القصص، والحكايات التاريخية. والثالث يعرف بالألعاب الأستراتيجية التي تمثل القتال في مسارح مختلفة وهي الاخطر من حيث تاثيراتها النفسية علي الأطفال، وهنا أطرح سؤالاً؟ ما الذي يمكن أن يتسرب إلي وعي، الأطفال من قيم ووعي في مثل هذه المنافسات الجماعية ذات الطبيعة العنيفة، والتي تقوم على مبدأ، واحد فقط وهو أن القتل هو سبيل النجاة؟،. وكل همة هو الفوز والحصول علي مكافآت! لا يهم كم لاعب قتلتهم بل الأهم ولا شيء غيره ألا يقتلك أحد. لكي تبقي على قيد الحياة عليكي أن تزيل الآخرين من طريقك لا سبيل للتعايش مع آخرين عليك بالفوز حيث يوجد بداخل اللعبة الرسومات المُبهرة والتحكم في مسار اللعبة والشعور بجو الحرب وقوة النيران الهائلة وتنوع أساليب القتال والكفاح من أجل البقاء.ونجد رسومات واقعية وشخصيات وخرائط مفصلة وأخيرًا وصول المنتصر إلي معدل مرتفع من «الإدرينالين»، يشعره بالسعادة بالقتل والتخلص من منافسين صورتهم اللعبة علي انهم أعداء له يستحقون القتال أمر خطير. وهو تشكيل أجيال جديدة لا تعرف بحق الآخرين في الحياة والاندفاع نحو المغامرات، والرغبة الدائمة في الاستمتاع بغض النظر عن الهدف، المتحقق كلها أسباب ترجح شيوع حالات الانفصال عن الواقع والميل إلي تغييره بالقوة والعنف. وهنا يوجد مزيج من التعاون بين أناس مختلفين، ولكنهم في النهاية عليهم أن يقتلوا آخرين من جنسيات مختلفة أيضًا.وفي كل الأحوال على اللاعبين أن يتعلموا فنون القتال ووضع الخطط الحربية وتكتيكات الحركة كالاختباء والمناورة ورصد العدو وتوقع تحركاته، إلى جانب معرفة أنواع الأسلحة الفردية من بنادق ومسدسات ورشاشات سريعة الطلقات وإمكانيات كل منها، ومن يصنعها وما الذي سيقاتل به، وما الذي سيواجهه من الطرف العدو، فضلًا عن اختيار الزي المميز لكل فريق؟ ما الذي يمكن أن يتسرب إلى وعي الأطفال أو الأولاد من تلك الألعاب التي تدمر عقولهم وتحثهم على العنف والقتال. وبرغم تحذير الدول لهذه الألعاب لم نصغ إلي هذا الخطر المحيط بعقول أطفالنا والذي سوف يتحكم في عقول النشء ويحثهم علي العنف والقتال والفرقه ماذا صنعتم بعقول أبنائكم؟ أنها حرب وقوة ناعمة جديدة تسعى لبناء جيل مشتت الفكر والعقل لا يعرف غير العنف والقتل.
مشاركة :