خلاصة البشر وأفضلهم وأكرمهم على الله تعالى وأسعد الناس في الدنيا والآخرة عباد الله المؤمنون الموحدون . وأهل الإيمان ينقسموا إلى قسمين عامة وخاصة . العامة أهل إعتقاد والخاصة أهل إعتقاد ويقين وشهود . العامة أهل إيمان والخاصة أهل إحسان. العامة أهل خلط بمعنى خلطوا أعمال سيئة بأعمال صالحة . والخاصة أهل فضل وإحسان على الدوام يخشون ربهم عز وجل بالغيب يراقبون سبحانه في القول والعمل يعبدونه كأنهم يرونه بعيون قلوبهم سبحانه.. العامة أهل الجنان في الآخرة .والخاصة أهل القرب والمآنسة بملك الملوك سبحانه وتعالى.. العامة يتطلعون للأجر والثواب والجنان . والخاصة يتطلعون إلى الرضا والرضوان والقرب من محبوبهم عز وجل . فرضاه سبحانه جنتهم وأنسه تعالى غايتهم .تنزهت نفوسهم عن الأغراض والعلل وطرحت قلوبهم العلائق والأغيار وأمتلأت حبا وشوقا لله .لم يشغلهم عنه سبحانه شاغل فألسنتهم لهجة بذكره وشكره تعالى على الدوام وعقولهم في حال تفكر دائم في عظمة الله تعالى وإبداعه في خلقه ومصنوعاته .وقلوبهم إليه تعالى بالغيب ناظرة .تنزهت نفوسهم عن النقائص والدنايا تطهرت جوارحهم من المعصية والآثام وهم أهل محبة الله تعالى وولايته الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهم الذين صاحب إيمانهم تقواهم لربهم . وهم الذين وصفهم عز وجل بالرجال أهل الوفاء والصدق والإستقامة والإلتزام. يقول تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) . وهم أهل الطهر والطهارة والتقوى و المحبون من الله تعالى..يقول سبحانه ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه . فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) .وهم أرباب القلوب وأصحاب الهمم في عبادة الله تعالى وطاعته وهم أهل الخوف والرجاء . يقول عز وجل( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ) . هذا وهم أهل التلبية والاستجابة لنداء ربهم عز وجل .يقول سبحانه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاوعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) . وهم أهل المعرفة بالله تعالى الذين إعتلت أقدامهم المنازل والمقامات .في وجوهم سيمات الإيمان والتقوى والصلاح يكسوا وجوهم النور ويعلوهم النور ويحيط بهم من كل جانب يعرفون كلا بسيماهم.يقول تبارك وتعالى ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) . ويقول سبحانه ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفون بسيماهم ) . هذا وقد يقصر الفهم لدى البعض ويقف مع ظاهر النص فيما يتعلق بالرجال الواقفون على الأعراف في الآخرة بعد الفصل بين العباد بين الجنة والنار .ويظن أن اعمالهم لا تدخلهم الجنة ولا النار أي تساوت حسناتهم وسيئاتهم منتظري ومتطلعين إلى رحمة الله تعالى وفضله . وفي الحقيقة هم الذين عبدوا الله تعالى لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار وإنما عبدوه سبحانه حبا فيه عز وجل وطمعا في جواره سبحانه والتمتع بالنظر إلى وجهه تعالى الكريم . وهم عباد الله المقربون السابقون السابقون . يقول سبحانه ( وكنتم أزواجا ثلاثة..أي رجال ونساء ..فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ..أي اهل الجنة ..وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ..أي أهل النار .. والسابقون السابقون أولئك المقربون ..أي أهل القرب من الله تعالى ) . اللهم أجعلنا منهم بفضلك ورحمتك وكرمك يااكرم الأكرمين ..
مشاركة :