رمضان البيه يكتب: الإيمان وصفات المؤمنين‎

  • 8/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عزيزي القارئ توقفنا في حواري السابق مع شيخي رحمه الله تعالى عند سؤالي عن الإيمان ووصف المؤمنين ..اجاب الشيخ قائلا..الإيمان هو إعتقاد بالقلب وتصديق باللسان كما عرفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله بقوله... الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ..والأصل فيه الإعتقاد بالغيبيات ..يقول الله تعالى في فاتحة سورة البقرة..ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.. ومن الغيبيات التي يجب أن يؤمن بها العبد ..الإيمان بوجود الله تعالى ووحدانيته والإيمان بالملائكة والكتب والرسالات السماوية التي انزلها الله تعالى والإيمان برسل الله والتصديق بهم والإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة. والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره بأنه مقدر أزلا قدره الله عز وجل بعلمه القديم ..هذا ما يسمى بإيمان الإعتقاد الغيبي وهناك إيمان آخر وهو الإيمان الحق او الإيمان الشهودي وهذا الإيمان يأتي على أثر الإيمان الغيبي والإستقامة على منهج الله تعالى وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وهو الذي أشار إليه سبحانه بقوله..إن الذين قالوا ربنا آلله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون .. وهذا  الإيمان قاصر على السادة الأنبياء والأولياء عليهم السلام واهل الإقبال على الله تعالى في كل عصر وباب الله في هذا الفضل مفتوح ومفتاحه الإستقامة والإخلاص والحب والصدق مع الله تعالى ومجاهدة النفس والتخلي عن النقائص والتحلي بالفضائل والزهد في الدنيا وفيما سوى الله تعالى لقوله عز وجل ..والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ..وقوله تعالى ..وما يلقاها إلا الذين صبروا .. واهل هذا الإيمان وصفهم الله تعالى بالمؤمنين حقا..أي الذين تحققوا بإيمانهم وأرتقوا  من إيمان الإعتقاد إلى إيمان الشهود..وفي وصفهم يقول سبحانه.. إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون .الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم .. هذا وفي وصف جامع لهم يقول تعالى..قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين فمن إبتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ..والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.. هنا إستوقفت شيخي وسألته..هذا ما جاء عن وصفه حالهم في القرآن فبماذا وصف حالهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..قال ..نعم لقد وصفهم الرسول الكريم بأوصاف كثيرة جمعها صلى الله عليه وسلم وعلى آله في وصيته الجامعة لسيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه والتي قال له فيها .. يا معاذ..إن المؤمن لدى الحق أسير ..يعلم ان عليه رقيبا .على سمعه وبصره ولسانه ورجله وبطنه وفرجه .حتى اللمحة ببصره وفتات الطين بأصبعه وكحل عنيه وجميع سعيه ..يا معاذ ..إن المؤمن لا يأمن قلبه ولا يسكن روعته ولا يأمن إضطرابه . يتوقع الموت صباحا ومساءا ..فالتقوى رقيبه . والقرآن دليله . والخوف حجته . والشوق مطيته. والحذر قرينه والوجل شعاره . والصلاة كهفه . والصوم جنته والصدقة فكاكه والصدق وزيره والحياء أميره ..وربه تعالى من وراء ذلك كله بالمرصاد ..يا معاذ .. إن المؤمن قيده القرآن عن كثير مما تهوى نفسه وشهواته وحال بينه وبين أن يهلك فيما يهوى ..رضي الله عن شيخي ونغعنا بعلمه .

مشاركة :