مهمة الانتقال إلى "إعلام السلام" تعيقها منابر الكراهية في ليبيا | | صحيفة العرب

  • 9/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيو المعين حديثا وسط انقسامات في حكومة الوفاق، محاربة خطاب التحريض والكراهية الذي تفشى في وسائل الإعلام الليبية خصوصا التي تبث من خارج البلاد. طرابلس- كشف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيو، عن خطته لتطوير مؤسسة الإعلام الليبي التي تسعى للانتقال إلى “إعلام السلام والمحبة والتنمية والمصالحة”، بينما تبدو المهمة صعبة مع حالة الاستقطاب السياسي لوسائل الإعلام الليبية وهيمنة خطاب الكراهية والتحريض على العنف والانقسام على العديد من القنوات الفضائية في ليبيا. وأوضح بعيو، في مقابلة تلفزيونية مع قناة ليبيا الوطنية، أن “هناك بعض المحددات أو الثوابت التي سيتم العمل عليها لتنظيم الإعلام والقضاء على الفوضى، سنعمل على تحويل شعار: إعلام السلام، إلى مشروع خطة عمل تقدم للرأي العام، فإعلام السلام ليس مجرد شعار، حيث يتطلب تعديل الخطاب، ووضع معايير له، وتشجيع من يدعو إلى إعلام السلام، وتوسيع دائرة تأثير إعلام السلام في مواجهة الحرب أو الدعوة إلى الحرب”. وتعد وسائل الإعلام في ليبيا ساحة للجدال السياسي وفي بعض الأحيان تقدم محتوى غير دقيق تماما بالاعتماد على حسابات غير موثوقة في مواقع التواصل الاجتماعي التي هي الأخرى منصات مفتوحة على خطاب الكراهية والصراعات السياسية والشائعات والأخبار الكاذبة. وأصبح الإعلام الليبي شريكا في التحريض وتأجيج النزاع عبر تمكين وخلق نزاعات جديدة من خلال تسليطه الضوء على أحداث غائبة أو غير صحيحة سواء في المبالغة بعدد ضحايا أحداث معينة أو تبريرات العنف المستمرة من خلال إظهار بطولة أطراف معينة وشيطنة أطراف أخرى وهذا ما يتعارض بشكل مباشر مع أساسيات الإعلام التقليدي أو الرقمي. محمد عمر بعيو: سنعمل على صياغة وتوقيع وثيقة قيم ومبادئ حاكمة للإعلام الليبي محمد عمر بعيو: سنعمل على صياغة وتوقيع وثيقة قيم ومبادئ حاكمة للإعلام الليبي ويقول بعيو الذي عين حديثا في منصبه وسط اعتراضات كبيرة على اختياره من قبل تيار الإخوان في حكومة الوفاق، “سنعمل على صياغة وتوقيع وثيقة قيم ومبادئ حاكمة للإعلام الليبي تحدد: أدوات الإعلام، التمويل، الخطاب، وغيرها. إضافة إلى التحشيد من خلال الإعلام والنخب، والسلطات، لتحريم خطاب التحريض، ثم الانفتاح الكامل على الإعلام الخاص والإعلاميين، وتنظيم المنصات الإعلامية”. لكنه لم يوضح كيف سيتم إخضاع القنوات الليبية التي تبث من خارج البلاد وبشكل رئيسي من تركيا، وهي منصات ممولة من الإخوان وقطر وتخدم أجنداتهم، وتحاول تحريف الواقع وقلب الحقائق عبر استضافة شخصيات معروفة بمرجعيتها المتطرفة وعلاقاتها السابقة بالجماعات المتشددة، تحت مسمّى محلل سياسي أو خبير بالجماعات الإسلامية، مهمتها الفعلية الترويج والدفاع عن التدخل التركي في ليبيا. ولا تخفي هذه القنوات اتجاهاتها وأهدافها المشبوهة، إذ تقوم بتقديم الدعم للجماعات الإرهابية والتحريض على القتل وتأجيج أعمال العنف داخل ليبيا. وتناولت العديد من التقارير المحلية قناة التناصح باعتبارها على رأس قائمة التحريض وبث الفوضى وهي تبث من تركيا ويديرها سهيل الغرياني ابن مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني المعروف بفتاواه المتطرفة وطالب العديد من المتابعين بمحاكمته على ما يصدره من فتاوى خطيرة، وتوصف القناة في ليبيا بأنها أحد أهم أبواق الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلّحة، حيث اعتمدت منذ انطلاق بثّها خطابا تحريضيا خاصة ضد قوات الجيش الليبي، كما شنت حملة ضد تعيين بعيو في منصبه، ما يعني خروج الإعلام من يد تيار الإخوان. وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، أصدر قرارا بتعيين محمد عمر بعيو، المستشار الإعلامي السابق لمحافظ مصرف ليبيا، في منصب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام. كما شمل القرار إنشاء المؤسسة الليبية للإعلام والتي تكون لها الشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة والتابعة لمجلس وزراء الوفاق ويكون المقر الرئيسي لها في طرابلس. وطالب سهيل الغرياني الذي يقيم في تركيا، في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك، “إبعاد من لم يكن له موقف واضح من الحرب على طرابلس”، في إشارة إلى بعيو الذي انتقد في مناسبات عديدة الإخوان وحذر من مشروعهم التخريبي. وتعتبر وسائل الإعلام التي تبث من خارج ليبيا تحديا إضافيا لصعوبة تطبيق الأنظمة والقوانين التي ستفرزها خطته في إصلاح الإعلام في حال رأت النور. ويدرك بعيو هذا التحدي بالنسبة أيضا لوسائل الإعلام الموجودة على الأراضي ليبيا التي تتلقى دعما خارجيا مشبوها، فنوه أنه لا بد من اتخاذ إجراءات محددة مع الخارج لتحديد التمويل الخارجي للقنوات، ولا بد من التوجه عبر حكومة سلطة شرعية وعبر التواصل مع بعثة الدعم والأمم المتحدة وشن حملة لأن يصدر مجلس الأمن قرارا ملزما بمنع خطاب الحرب في ليبيا. من الصعب تطبيق القوانين التي ستفرزها خطة إصلاح الإعلام على وسائل الإعلام الإخوانية التي تبث من تركيا وأشار إلى ضرورة فرض عقوبات على الأشخاص المحرضة للحرب، وإنشاء مرصد وطني قوي حقيقي لرصد الخطاب المحرض. وتشمل خطة بعيو تطوير وتشجيع الصحافة الإلكترونية للتغلب على مشاكل الطباعة والتوزيع، قائلا “الصحافة الإلكترونية عالم عظيم وواسع قادر أن يطل بصحافة محترمة وراقية على المواطن من خلال جهاز الهاتف المحمول، فلا بد في إطار التطوير وبالتعاون مع الهيئة العامة للصحافة أن تتم رعاية المبادرات الخاصة”. ويعاني الناشرون في ليبيا من مصاعب كثيرة في إصدار الصحف الورقية منذ زمن، كانت مرتبطة في الغالب بصعوبات مالية وتقنية، إضافة إلى الضعف الواضح في إنتاج المحتوى الجيد والإخراج المتميز.

مشاركة :