منى زيدو تكتب: ثورات الربيع العربي وأقذر معارضة أنتجتها

  • 9/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وما زلنا حتى الآن ضحية من أدعى لنفسه المعارضة للنظام الحاكم وأنه يمثل المستقبل الذي نتطلع إليه بعد سقوط الأنظمة الشمولية والدكتاتورية في المنطقة. معارضة وفصائل وثوار وكتائب وأسماء كثيرة تخفّى وراءها حثالة المجتمعات في منطقتنا المشرق أوسطية منذ ما يقارب العقد من الزمن. نظم استبدادية كانت تدعي الممانعة وحولت المجتمع إلى مجتمع نمطي عقائدي شكلًا وطائفي ومذهبي وقوموي جوهرًا، كانت هذه المعارضة التي تخرجت من مدارس هذه النظم العقائدية المسخة التي لا هدف لها سوى القضاء على وعي المجتمعات لتكون في النهاية مجرد أقزام وعبيد تابعين لهذا الطرف أو ذاك ولمن يمتلك المال والقوة.عقد من الزمن وتم تهجير الناس من بيوتهم وتدمير المدن والسرقة والفساد وكل ذلك كان يتم تحت مسمى التحرير من النظام الطائفي والاستبدادي، كان هذا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول. حتى وصلنا لمرحلة لم يبقى فيها لا الشعب ولا الدولة وحتى الوطن بات نكتة نضحك منه وعليه نتيجة تحوله لمقصلة ومسلخ وسجن كبير للشعوب على يد النظم التي ما زالت متسمرة على عرشها وبين معارضة أقذر من النظام بحد ذاته.لم نعد نعلم من ندعم ونساند للحفاظ على ما تبقى من بقايا الوطن والمجتمع وأشباه البشر الذين ما زالوا يندبون حظهم الأسود ببقائهم أحياء أموات مع وقف التنفيذ. مأساة شعوب تحولت بفترة صغيرة إلى مجرد سلع يتم التجارة عليها من قبل سماسرة الحروب المحليين من المعارضة والنظام وكذلك من اللاعبين الإقليميين الذين يتقاذفون آمال وطموحات الشعب فيما بينهم، تارة يتم تهييج طرف لقتال العثمانية الاردوغانية التوسعية السنية ومن جهة أخرى يتم تهييج الطرف المقابل لقتال الفارسية النصيرية الشيعية التوسعية. وبكل تأكيد أن الشعب ليس له علاقة بهذا الطرف أو ذاك. لكنه القدر الذي نشر ظله على من اعتقد أن الله متواجد في ميادين المعارك منتظرًا منه أن ينصره في زمن ترك فيه الرب ساحات المعارك منذ بدر والخندق، ليترك مصير الشعوب يحددها نصل السيوف والرماح وصهيل الخيول لدخول الناس في دين الله أفواجًا.معارضة أقذر من السلطان العثماني الذي حولهم إلى مجرد كبش فداء لرغباته وطموحاته وأجنداته في تنفيذ مشروعه في نشر الفوضى لصالح القوى المهيمنة في المنطقة. وبما أن أردوغان بات خليفتهم وهو المخلص والمنقذ في نظر هذه المسوخ من المرتزقة، فمن حقه أن يستخدمهم كيفما أراد وأينما أراد وقت ما يريد. مرتزقة وبنادق مأجورة لا تنفث إلا القتل والدمار والخراب والنار في كل مكان احط فيه. من سوريا بدؤوا وتوجهوا نحو ليبيا واليمن والصومال وآخرها أذربيجان. هم نفسهم المرتزقة الذين أحرقوا ودمروا ونهبوا عفرين وسري كانيه/رأس العين وإدلب، نراهم الآن في ليبيا واليمن وأذربيجان يقتلون الشعوب من أجل حفنة من الدولارات والمال الذي هو بالأساس زينة الحياة الدنيا، وليس له أية علاقة بجعيرهم وصراخهم باسم الله حينما يقاتلون.قلوبنا على أوطاننا وقلوب المرتزقة على خليفتهم أردوغان الذي تحول إلى مجرد قرصان ولص للتاريخ والجغرافيا التي يرسمها وفق أوهامه المجنونة البعيدة عن منطق أي عاقل يعيش في المنطقة. لا فرق بين مرتزق يقتل باسم الله ومن أجل المال وبين أردوغان الذي هو أيضًا يحث هؤلاء المرتزقة أيضًا باسم الرب والدين. الكل يستغل اسم الله في معارك ليس لله فيها أي علاقة. لكنهم المنافقون المفلسون أخلاقيًا وثقافيًا لا همَّ لهم سوى منافعهم وأجنداتهم ولتذهب الشعوب إلى الجحيم مع الرب الذي تؤمن به. لأنه في نظر هذه الحثالة من المرتزقة مع خليفتهم يعتبرون كل من يخالفهم الفكر والمنطق هو كافر ويجب التخلص منه بإقامة الحد عليه.ويبقى الأمل دائمًا الذي يدغدغ ايمان الشعوب في التخلص من هذه المرتزقة وخليفتهم بأن هذه الدنيا لن تبقى لهم وأنه بكل تأكيد أن يوم التخلص منهم قريب مهما طال الزمن. حضارة وتاريخ المنطقة التي كانت يومًا ما مهدًا للبشرية، بكل تأكيد لا تقبل أمثال هذه المرتزقة بأن يكونوا من أبناءها، بل هم لقطاء التاريخ وأبناء اللا زمان و اللا مكان وكذلك كما خليفتهم أردوغان.

مشاركة :